لحوم الحمير والبغال بموائد الجزائريين في رمضان.. عندما يستهتر النظام العاجز بصحة المواطنين

ضبط لحوم حمير في مستودع سري بوهران الجزائرية

في 20/03/2024 على الساعة 12:33

في حادثة ليست الأولى من نوعها، ضبطت عناصر الدرك الوطني الجزائري كميات كبيرة من لحوم الحمير والبغال كانت في طريقها إلى موائد الجزائريين في وهران، وذلك في ظل عجز السلطات عن توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين خلال شهر رمضان.

وحسب ما أوردته جريدة «النهار» الجزائرية بتاريخ 19 مارس 2024، فإن عناصر من وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران حجزت، في عمليات متفرقة، كمية كبيرة من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري، عبارة عن لحوم وأحشاء الحمير والبغال.

وأوضح المصدر أنه جرى «اكتشاف مستودع مهيأ كمذبح غير شرعي ببلدية عين الترك، أين تم العثور على 5,5 قناطير من لحوم وأحشاء، أطراف وجماجم البغال بالإضافة إلى عتاد مستعمل في الذبح والسلخ .

وباتت مثل هذه الأخبار مألوفة لدى الجزائريين بسبب تواترها بكثرة خلال الفترة الأخيرة، في ظل اشتداد أزمة غلاء المواد الغذائية بالجارة الشرقية للمملكة، وسط مخاوف المواطنين على صحتهم وأمنهم الغذائي.

ويواجه الجزائريون أزمة حقيقية في توفير احتياجاتهم الغذائية، خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث تكثر المواد الغذائية الفاسدة واللحوم غير المراقبة في الأسواق، مما يهدد صحة المواطنين بشكل خطير.

وتثير هذه الحادثة مخاوف كبيرة لدى المواطنين حول سلامة وصحة المواد الغذائية التي يتناولونها، مما يدعو إلى تحرك عاجل من قبل الحكومة لضمان سلامة الغذاء وحماية صحة المواطنين.

وتؤكد هذه الحادثة على عجز الحكومة الجزائرية عن توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين، وفشلها في مراقبة الأسواق وضمان سلامة المواد الغذائية المتداولة فيها.

أسباب انتشار لحوم الحمير والقطط بالجزائر

في ظل تردي الأوضاع المعيشية في الجزائر، تفاقمت أزمة الغذاء في البلاد، وبات المواطنون عرضة لجشع التجار وممارساتهم اللا أخلاقية. ففي ظل انعدام الرقابة وعجز السلطات عن توفير المواد الغذائية الضرورية، تسود حالة من الفوضى والتسيب في الأسواق، ممّا يفتح المجال أمام انتشار ممارسات غير قانونية وخطيرة.

وكشفت تقارير صحفية مؤخرًا عن انتشار ظاهرة بيع لحوم الحمير والقطط في بعض أسواق الجزائر، ممّا أثار حالة من الخوف والقلق بين المواطنين. فقد تم العثور على مسلخ للحوم الحمير في إحدى المناطق، كما تم ضبط كميات من لحوم القطط يتم تسويقها على أنها لحوم أرانب في مدينة قسنطينة.

ويعاني المواطنون الجزائريون من نقص في المواد الغذائية الأساسية، ممّا يضطرهم إلى شراء ما هو متاح في الأسواق، دون التأكد من مصدره أو سلامته. ويُعزى ذلك إلى انعدام الرقابة من قبل الجهات المسؤولة، ممّا يُشجّع التجار على استغلال هذه الظروف وبيع لحوم فاسدة أو غير صالحة للاستهلاك.

ويُطالب المواطنون الجزائريون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتشديد الرقابة على الأسواق وضمان سلامة المواد الغذائية المتداولة فيها. كما يُطالبون بمحاسبة التجار الذين يُمارسون الغش والتدليس، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الحوادث الخطيرة.

ويرجع سبب غزو اللحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري في الجزائر، وفق تقارير إعلامية، إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في بلد البترول والغاز، ما يدفع بعض المواطنين إلى البحث عن بدائل أرخص، وهو ما تستغله بعض العصابات في إغراق الأسواق باللحوم الفاسدة، مستغلين ضعف أو انعدام الرقابة الصحية.

ويحذر الأطباء من استهلاك هذا النوع من اللحوم التي توصف بأنها غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث قد تسبب أمراضا خطيرة.

وبينما لم تصدر الحكومة الجزائرية أيّ موقف رسمي من ظاهرة انتشار لحوم الحمير والقطط في أسواق الجمهورية، تطالب بعض الجهات الرسمية بضرورة إيجاد حلول اقتصادية تُخفّض من أسعار اللحوم، بينما تطالب جمعيات حماية المستهلك بتشديد الرقابة على الأسواق لحماية موائد الجزائريين من الخطر المحدق.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 20/03/2024 على الساعة 12:33