دراسة: أكثر من 40 مليون امرأة يعانين كل عام مشاكل صحية طويلة الأمد بعد الولادة

DR

في 09/12/2023 على الساعة 10:50, تحديث بتاريخ 09/12/2023 على الساعة 10:50

تواجه العديد من النساء، مضاعفات ما بعد الولادة قد تستمر لأشهر وربما سنوات، وفق ما أكدته دراسة حديثة حول صحة الأم.

وكشفت الدراسة التي نشرتها في مجلة The Lancet Global Health، وتبنت منظمة الصحة العالمية الدراسة، باعتبارها جزءا من سلسلة مختصة بصحة الأم، أرقاما مثيرة، إذ أكدت أن ما لا يقل عن 40 مليون امرأة كل عام، يعانين من مشكلة صحية طويلة الأجل ناجمة عن الولادة.

وتُظهر الدراسة، أن هناك عبئاً ثقيلاً يتمثل في الحالات اللاحقة للولادة والمرجح أن تستمر أشهر أو سنوات. وتشمل تلك الحالات الألم أثناء الجماع (عُسر الجماع)، الذي يصيب أكثر من ثلث النساء بعد الولادة (35٪)، وآلام أسفل الظهر (32٪)، والسلس الشرجي (19٪)، وسلس البول (8-31٪)، والقلق (9-24٪)، والاكتئاب (11-17٪)، والألم العجاني (1٪)، والخوف من الولادة (رُهاب الولادة) (6-15٪) والعُقم الثانوي (11٪).

في الورقة الثالثة من السلسلة، تُعرَّف الحالات الطويلة الأمد التالية للولادة على أنها حالات تحدث بعد أكثر من ستة أسابيع من الولادة، وهي الفترة التي يتوقف فيها تقديم رعاية ما بعد الولادة عادةً.

وتشمل الدراسة الحالات التي ترتبط بشكل مباشر أو أساسي بأثر المخاض والولادة. ويمكن أن ترتبط الأسباب بالتدخلات الطبية أثناء المخاض والوضع، مثل الجراحة القيصرية أو بضع الفرج، كما يمكن أن تحدث بغض النظر عن الطريقة التي تلِد بها المرأة، ودون أي مضاعفات أخرى.

واقتصرت البيانات المتاحة بدرجة كبيرة على البلدان المعروفة بارتفاع الدخل، وقد لا تعكس الأرقام الإجمالية العبء الحقيقي لتلك الحالات.

وحسب بلاغ لمنظمة الصحة العالمية، يدعو مؤلفو الورقة إلى زيادة الاعتراف بهذه المشاكل الشائعة داخل نظام الرعاية الصحية، والمفترض أن يحدث الكثير منها خارج فترة حصول النساء عادةً على خدمات ما بعد الولادة.

ويرى هؤلاء أن تقديم الرعاية الفعالة طوال فترة الحمل والولادة يشكل أيضاً عاملاً وقائياً بالغ الأهمية للكشف عن المخاطر وتجنّب المضاعفات التي يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية دائمة بعد الولادة.

وقالت الدكتورة باسكال ألوتي، مديرة شؤون الصحة الجنسية والإنجابية والبحوث ذات الصلة في المنظمة: « تُسبّب العديد من الحالات التالية للولادة للنساء معاناة عاطفية وجسدية كبيرة في حياتهن اليومية بعد فترة طويلة من الولادة، ومع ذلك فإن تلك الحالات لا تُقدر حق قدرها ويقلُّ الإقرار بوجودها ويقلُّ الإبلاغ عنها إلى حد كبير.

و »تحتاج النساء طوال حياتهن، وبعد مرحلة الأمومة، إلى الحصول على مجموعة من الخدمات من مقدّمي الرعاية الصحية الذين يستمعون إلى شواغلهن ويلبّون احتياجاتهن، حتى يتسنى لهن ليس فقط البقاء على قيد الحياة بعد الولادة، ولكن أيضاً التمتّع بصحة ونوعية حياة جيدتين».

ودعت سلسلة الأبحاث التي تحمل عنوان صحة الأم، إلى مزيد من الاهتمام بصحة النساء والفتيات على المدى الطويل، في فترة الحمل وقبله وبعد الولادة.

وتشير الورقة إلى أنه رغم انتشار تلك الحالات، إلا أنها أُهملت إلى حد كبير في البحوث السريرية والممارسات والسياسات بعدد من الدول.

ووفقا للمنظمة، هناك حاجة إلى نهج شامل للحد من وفيات الأمهات، مع التركيز ليس فقط على أسبابها الطبية العضوية المباشرة، ولكن أيضا على التفاعل المعقد بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأوسع التي تؤثر على صحة المرأة.

وتشمل هذه عوامل مثل عدم المساواة العرقية والجنسانية، فضلا عن السياق الاقتصادي، والتغذية، والصرف الصحي، والمخاطر البيئية أو التعرض للعنف والصراع.

وخلال استعراضٍ للمؤلفات شمل السنوات الاثنتي عشر الماضية، لم يحدد المؤلفون أي مبادئ توجيهية حديثة عالية الجودة لدعم العلاج الفعّال لما نسبته 40٪ من الحالات ذات الأولوية الاثنتي والثلاثين التي جرى تحليلها في دراستهم، ولم يعثروا على أي مبادئ توجيهية عالية الجودة من إعداد بلد منخفض أو متوسط الدخل.

وتقول الدراسة إن عدم الاهتمام بهذه القضايا الأساسية يفسر جزئيا سبب فشل 121 دولة من أصل 185 دولة في تحقيق تقدم كبير في الحد من وفيات الأمهات على مدى العقدين الماضيين.

تحرير من طرف عبير العمراني
في 09/12/2023 على الساعة 10:50, تحديث بتاريخ 09/12/2023 على الساعة 10:50