الجزائر: في ظل حظر التظاهرات.. الحراك ينبض داخل الملاعب

Violences au stade algérien d'El Bayadh vendredi 13 décembre 2024.

شغب كروي في ملعب مدينة البيض الجزائرية يوم الجمعة 13 دجنبر 2024

في 15/12/2024 على الساعة 07:00

فيديوتتحول مدرجات الملاعب الجزائرية أسبوعيا إلى مسرح للعنف من قبل الجمهور، في تعبير مستمر عن استياء الشباب الجزائري، الذي يبدو أنه يخطط لحراك أكثر راديكالية بهدف إسقاط النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ عام 1962. يوم الجمعة 13 دجنبر، اقتحم مشجعو ناديين محليين ملعب مدينة البيض وقاموا بتخريبه.

الدوري الجزائري لكرة القدم (القسم الأول) يعاني من سلسلة من أعمال العنف في الملاعب، وهي مشكلة لم تتمكن السلطات الجزائرية من كبحها. السبب الرئيسي هو أن الشباب، في ظل حظر التظاهر في الشوارع، حتى لدعم القضية الفلسطينية التي يعتبرها النظام قضية وطنية، وجد في المدرجات وسيلة للتعبير عن رفضه للنظام العسكري الذي يستمر فقط بفضل القوة.

في اليوم نفسه، شهد ملعب « زكريا مجدوب » بمدينة البيض حوادث خطيرة خلال مباراة جمعت بين فريقين من الغرب الجزائري، مولودية البيض ومولودية وهران، ضمن الجولة 13 من الدوري. في منتصف المباراة، أثارت لافتات رفعها مشجعو الفريق الضيف غضب الجماهير المحلية، مما أدى إلى اقتحامهم للملعب لنزع تلك اللافتات. تطور الأمر إلى شجار مع مشجعي الفريق الضيف الذين اقتحموا الملعب بدورهم، متحدّين تواجد قوات مكافحة الشغب وحواجز حديدية مرتفعة تفصل المدرجات عن أرضية الملعب. ورغم العدد الكبير من المصابين، استمر العنف في المدرجات حيث تم تكسير المقاعد وتخريب البنية التحتية الأخرى.

وفي مباراة جمعت مولودية الجزائر بالنادي التونسي « الاتحاد المنستيري » ضمن دوري أبطال إفريقيا، وقعت أحداث عنف جديدة في ملعب « علي عمار » بدويرة (الجزائر العاصمة)، وأسفرت عن وفاة مشجع شاب يدعى وليد بوعزيز. وقدم التونسيون شكوى لدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) للمطالبة بمعاقبة المنظمين الجزائريين بسبب هذه الحوادث.

التوتر السياسي يؤجج الأجواء

ساهم التحالف بين الرئيس التونسي قيس سعيد ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون في تصعيد الأجواء خلال اللقاء الجزائري-التونسي. دفع الوضع الرئيس الجزائري إلى توجيه رئيس وزرائه، نذير عرباوي، لعقد اجتماع طارئ لإنهاء أعمال العنف في الملاعب. حضر الاجتماع وزراء الداخلية والشباب والرياضة، إلى جانب المدير العام للأمن الداخلي ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ولكنه انتهى بالفشل.

السيطرة على الأندية وإبقاؤها تحت الهيمنة

تفسر مشاركة المدير العام لشركة « سوناطراك » في الاجتماع بتكليف النظام للشركة، إلى جانب « موبيليس » (شركة الاتصالات العامة)، بتمويل الأندية بدلا من تركها تستقل ماليا. الهدف هو إبقاؤها تحت السيطرة، مثلما فعل النظام مع الصحافة المحلية عبر تمويلها من وكالة النشر والإعلان الوطنية (ANEP).

الحراك في المدرجات: شعلة لا تنطفئ

رغم كل هذه الإجراءات، تبقى ملاعب كرة القدم مصدر قلق كبير للنظام، إذ لم ينسَ أن مشجعي الأندية المحلية كانوا الشرارة الأولى لحراك فبراير 2019 الشعبي. معظم الشعارات التي رددها المتظاهرون في ذلك الحراك انطلقت من المدرجات، إلى جانب أغاني شهيرة مثل « لا كاسا دي المرادية » لفرقة « أولاد البهجة »، التي كانت تنتقد النظام وجنرالاته ورؤسائه.

لذلك، قام النظام بتأجيل أو إقامة مباريات حساسة خلف أبواب مغلقة خوفا من اندلاع احتجاجات. ففي 18 أكتوبر 2023، أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تعليق جميع المباريات بحجة دعم القضية الفلسطينية، إلا أن السبب الحقيقي كان الخوف من تحول المشجعين إلى متظاهرين في الشوارع بعد المباريات.

ورغم نجاح النظام في حظر مظاهرات الحراك، فإنه لم يتمكن من القضاء على هذا الحراك الذي لا تزال جذوته مشتعلة في المدرجات، والتي تمثل الوجه الظاهر لموجة احتجاجية جديدة ستسعى للإطاحة بالنظام العسكري.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 15/12/2024 على الساعة 07:00