عشية الذكرى الـ61 لاستقلال الجزائر، التي يتم الاحتفال بها يوم الأربعاء 5 يوليوز، وجد الرئيس الجزائري نفسه مرة أخرى على الواجهة العسكرية، واجهة يظهر فيها أكثر فأكثر وكأنه يحاول إثبات شيء ما. لكنه فاجأ الجميع قبل كل شيء بدعوته الجنرال بن علي بن علي ليس فقط للجلوس إلى جانبه في نفس الرتبة البروتوكولية لرئيس أركان الجيش الجزائري، ولكن أيضا لمنحه شرف المشاركة في تقليد الرتب والأوسمة للعديد من الجنرالات وكبار الضباط الذين تمت ترقيتهم مؤخرا... تحت تصفيقات الجنرال سعيد شنقريحة.
من المؤكد أن بن علي بن علي، مع سعيد شنقريحة، من كبار الضباط في الجيش الجزائري. لكنه يتمتع، بالمقارنة مع سعيد شنقريحة، بكونه اليوم العضو السابق الوحيد الذي نشط في جيش التحرير الوطني، الذي انضم إلى الثوار في عام 1954 وانضم إلى الجيش في عام 1956. بل إن أخاه دغين بن علي المعروف بالعقيد لطفي، بطل حرب التحرير، قتل في معركة في مارس 1960.
هذا « الهالة التاريخية » هي التي تشكل قوة بن علي ولكنها تزعج سعيد شنقريحة، الذي حاول بكل الوسائل إحالته على التقاعد أو إرساله إلى السجن بمجرد توليه رئاسة أركان الجيش في يناير 2020. لكن ولكن دون جدوى. بل إن بن علي تحدى جماعة سعيد شنقريحة بمقاطعة اجتماعات قادة مختلف أجهزة الجيش التي تعقد بشكل دوري منذ عام 2020 في مقر الأركان وزيادة قبضته على الحرس الجمهوري.
هناك أمر مهم: عندما طالت الإقامة الطبية لعبد المجيد تبون في ألمانيا بعد إصابته بكوفيد-19، رفض بن علي بن علي المشاركة في اجتماع للجيش، برئاسة سعيد شنقريحة، لتقرير مصير الرئيس المريض. لم ينس الأخير أن رئيس الحرس الجمهوري رفض التحالف مع الجنرالات المتآمرين.
تم تنصيبه في يوليوز 2015 كقائد للحرس الجمهوري من قبل الجنرال الراحل قايد صالح، وتمكنت هذه الشخصية المزدادة بتلمسان من البقاء في منصبه على الرغم من عمره (89 عاما) ومرضه ومحاولات سعيد شنقريحة والانتقام الذي سلطته جماعة الجنرالين السابقين خالد نزار ومحمد مدين المعروف باسم « توفيق » ضد كل الضباط الكبار السابقين المقربين من قايد صالح.
وأخيرا، بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الغياب، لأنه كان مهمشا ومقتصرا على الأدوار الثانوية، يبدو أن الجنرال بن علي بن علي اليوم لم يتم إعادة الاعتبار له فحسب، بل تمت ترقيته قبل كل شيء، عندما وجد نفسه هذا الثلاثاء 4 يوليوز، جالسا على نفس المستوى، ويشكل ثلاثيا لأول مرة مع عبد المجيد تبون وسعيد شنقريحة. حتى وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية، التي أصبح بالنسبة لها اسم الجنرال بن علي بن علي من المحرمات، سلطت الضوء إلى حد كبير على وجوده في الحفل يوم 4 يوليوز.
إقرأ أيضا : عندما يتقمص عبد المجيد تبون في حملته الانتخابية شخصية قائد الجيش الجزائري
ماذا يمكن أن يعني هذا الموقف غير المسبوق لعبد المجيد تبون، وهو جالس في وسط جنرالين لا يحب بعضهما البعض؟ إنه يعلم أن سعيد شنقريحة والجماعة التي تسببت في العقد الأسود (نزار وتوفيق ومهنا) لا يؤيدون عودته لولاية ثانية. يحتاج إلى دعم الجيش لإفشال خطط رئيس الأركان. وكان عبد العزيز بوتفليقة قد استغل الجنرال قايد صالح برفضه إحالته على التقاعد لإضعاف ثم حل أجهزة المخابرات بقيادة الجنرال محمد مدين المعروف بتوفيق. يبدو أن عبد المجيد تبون يريد تطبيق نفس طريقة سلفه.
كما أن صعود نجم بن علي بن علي يؤكد الخلافات العميقة بين سعيد شنقريحة وعبد المجيد تبون. الرئيس الجزائري مهووس بإعادة انتخابه في دجنبر 2024. كل الأعمال التي يقومون بها هي جزء من حملة انتخابية. إنه مهووس بإعادة انتخابه، ليس فقط حبا في السلطة، ولكن لأنه يعلم أن السجن ينتظره مع أبنائه الثلاثة محمد وخالد وصلاح الدين إلياس بمجرد مغادرته قصر المرادية.
تقاسم المنصة أمام الكاميرات مع رئيس الحرس الجمهوري إهانة لسعيد شنقريحة. يبقى أن نعرف كيف سيكون رد فعله على هذه الإهانة؟