وبحسب تصريحات من أفراد عائلة الشاب، قالوا إنه كان رفقة أخيه الأكبر في منتصف نهار يوم الثلاثاء الماضي، ليسقيا إحدى الحقول، قبل أن يترك العياشي أخاه متوجهًا للمنزل، وعندما عاد الأخ الأكبر للبيت لم يجد أخاه قد عاد، لتتفاجأ العائلة بطفلة تخبرهم بأنها تسمع صوت العياشي من داخل بئر.
وعلى الفور تواصلت العائلة مع الحماية المدنية التي سارعت في العمل لإنقاذ الشاب، ولكنهم واجهوا صعوبات كبيرة في عملية الإنقاذ بسبب ضيق قطر البئر، مما يجعل التوغل بداخله مستحيلا.
وأرسل فريق الإنقاذ كاميرات داخل البئر، وهو ما سمح بتحديد وضعيته ومكانه بدقة، حيث اكتشفوا أنه سقط داخل البئر مقلوب رأسه للأسف وقدميه للأعلى.
وحاول الفريق المكلف بعملية الإنقاذ جذب الشاب من قدميه، بحيث أرسلوا حبالا وخطافات حديدية لربطه وجره، ولكن هذه المحاولة لم تؤتِ ثمارها بسبب ضيق المكان.
وصرح مصدر أمني أن الحل الوحيد لإنقاذ الشاب هو الحفر من خارج الأنبوبة بمعدات حفر مجهزة لمثل هذه المهام، للنزول بمستوى الأرض تدريجيًا وكلما هبطوا أكثر يتم القص من الأنبوبة حتى يصلو لنفس مستوى الشاب ويتم إخراجه.
وتحدث مؤخرًا فاروق عاشور المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية بالجزائر، بأنه جند واستعمل كل ما لديه من وسائل تقنية متطورة لإنقاذ الشاب، وأن أفراد الحماية المدنية تفصلهم أربعة الى ثلاثة أمتار عن الشاب.
كما جند أصحاب المقاولات آلياتهم ومعداتهم لمساعدة الحماية المدنية في عملية الحفر، وسط هبة تضامنية واسعة من قبل سكان المنطقة ومن مواطنين قدموا من مختلف مناطق الولاية.
وخلفت الحادثة استياء عارما لدى الرأي العام، الذي ألقى اللوم على الجهات المختصة، لعدم الدفع بإمكانيات أكبر لإنقاذ حياة الشاب، فرغم جهود الحماية المدنية، التي كانت محل إشادة شعبية، إلا أنها كانت غير كافية، كون عملية إنقاذ مثل هذه تتطلب وسائل أكبر، وتسخير إمكانيات كل القطاعات، الأمر الذي لم يحصل، حتى إن بعض المتطوعين يستخدمون وسائل يدوية بسيطة في عملية الحفر.
ومازالت محاولات إنقاذ الشاب قائمة حتى اللحظة، على أمل النجاح في إخراج الشاب على قيد الحياة، الأمر الذي يترقبه الجميع في الفترة القادمة.