من بين الأسماء البارزة هذا العام، نجد الممثل عبد الله ديدان، الذي يشارك في خمسة أعمال دفعة واحدة، وهي « الدم المشروك »، « الشرقي والغربي »، « أنا وياك »، « جرح قديم »، و« رحمة ». أما دنيا بوطازوت، فتتواجد في أربعة أعمال وهي « الدم المشروك »، « أنا وياك »، « أولاد إزة 2″، و »يوم ملقاك ». كما يشارك الممثل ربيع الصقلي في أربعة أعمال درامية، موزعة بين المسلسلات والأفلام التلفزيونية.
خلق هذا التكرار انقساما بين الجمهور، فهناك من اعتبر أن الاستعانة بنفس الممثلين في عدة أعمال خلال الموسم نفسه يؤدي إلى خلط بين الشخصيات وتشابه المسلسلات. ويرى البعض أن وجود نفس الأسماء يحد من فرص ظهور وجوه جديدة، ويخلق نوعا من الاحتكار داخل الساحة الفنية.
في المقابل، اعتبر آخرون أن المخرجين والمنتجين يراهنون على الأسماء التي تضمن نسب مشاهدة عالية، ما يجعلهم يفضلون الوجوه المألوفة على المجازفة بمواهب جديدة قد لا تحقق نفس النجاح الجماهيري.
وفي تصريح لـLE360، قال الناقد الفني فؤاد زويرق متحدثا عن هذه الظاهرة: « استحواذ أسماء بعينها على أدوار البطولة وتكرارها في الكثير من الأعمال في نفس الموسم، ظاهرة ليست صحية على الإطلاق، إذ تخلق نوعا من التشتت الذهني لدى المشاهد، خصوصا ذاك الذي ينتقل من عمل إلى آخر في نفس اليوم. كما أن تواجدهم في أكثر من عمل لا يخدم مسيرتهم الفنية بقدر ما يعرضهم للاستهلاك، وبالتالي قد ينفر الجمهور منهم ومن الأعمال نفسها. »
وأضاف زويرق: « هذا التكرار يضعف الإنتاجات، خصوصا تلك التي تعتمد على ممثلين نمطيين لا يقدمون إضافة تُذكر. هناك ممثلون اعتادوا الظهور بكثرة لأسباب عدة، منها العلاقات الشخصية والشللية والمصالح المشتركة، مما يخلق حالة من الاطمئنان لدى بعضهم، فلا يسعون إلى تطوير موهبتهم أو صقلها بالدراسة والتكوين، فيجدهم المشاهد يكررون أنفسهم في كل الأعمال. »
كما أشار الناقد إلى دور القنوات التلفزيونية والمستشهرين في فرض بعض الأسماء، حيث قال: « للمعلنين أيضا دور في تكريس هذه الظاهرة، إذ يفضلون وجوها معينة لضمان الترويج الناجح لأعمالهم، ما يجعل هذه الأسماء حاضرة باستمرار. والنتيجة هي تهميش طاقات أخرى لا تقل موهبة عنهم، لكنها لا تجد الفرصة لإبراز نفسها. »
وختم فؤاد تصريحه قائلا: « المشكلة لا تكمن في الممثلين أنفسهم، فمن الطبيعي أن يسعوا للعمل في أكبر عدد ممكن من المشاريع، بل في المنظومة الإنتاجية ككل، التي لم تكرس العدالة التنافسية وفتحت المجال أمام نفس الأسماء، ما أدى إلى خلق نوع من الرتابة في الإنتاجات الدرامية. »
من جهتها، دافعت دنيا بوطازوت عن مشاركتها المكثفة في رمضان، مؤكدة خلال استضافتها في برنامج « مع الفاميلا » الذي يعرض على القناةالأولى، أن « تنوع الأدوار بالنسبة للفنان هو أمر طبيعي وصحي في المجال الفني ».
وأضافت: « نحن درسنا أربع سنوات حتى نعمل، فلماذا تحرموننا من العمل؟ لدينا التزامات ومسؤوليات، ونحن ممثلون محترفون، فمن غير المنطقي أن يطلب منا أحد التوقف عن العمل لمجرد أننا متواجدون في أكثر من مسلسل. »
وشددت بوطازوت على أن الممثل، كغيره من المهنيين، من حقه أن يشارك في أكثر من مشروع في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن الإنتاجات الدرامية تتطلب كفاءات متمرسة لضمان الجودة الفنية.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا