وأبرز الخليع في تصريح للصحافة، بمناسبة إشراف الملك على إعطاء انطلاقة مشاريع سككية مهيكلة ذات وقع كبير على التنقل داخل الحاضرة الكبرى للدار البيضاء، بقيمة 20 مليار درهم، أن خدمة قطارات القرب الحضرية، التي ستمر من هذه المحطة، « موجهة بدرجة أولى للمواطنين في ما يخص تنقلهم، لا سيما من محل العمل إلى محل السكنى، بوتيرة مرتفعة وفي متناول المواطن العادي ».
وأشار إلى أن قطارات القرب هاته تصل طاقتها الاستيعابية إلى ما يعادل 1300 سيارة، بما سيمكن من تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتخفيف الاختناق المروري بالمدينة.
وأبرز أنه سيتم تطوير ثلاثة خطوط رئيسية ستمكن من الربط بين الأقطاب الحضرية وشبه الحضرية الرئيسية، مع ضمان الولوج إلى مواقع استراتيجية مثل الملعب الكبير الحسن الثاني ومطار محمد الخامس الدولي.
وأضاف أنه إلى جانب هذه الخطوط الثلاثة، سيكون هناك خط إضافي (الخط السريع) ما بين الدار البيضاء الميناء ومطار محمد الخامس، بوتيرة قطار كل 15 دقيقة، حيث سيتوقف فقط في المحطات الكبرى.
وخلص الخليع إلى أن تشغيل قطارات القرب يندرج في إطار برنامج تطوير القطاع السككي على المستوى الجهوي، مضيفا أن هذا البرنامج ينص أيضا على تعزيز القطارات الجهوية على مستوى الجديدة وسطات، وبناء عشر محطات للقرب، وثلاث محطات كبرى، ومراكز تقنية وورشات للصيانة.
مشاريع من الجيل الجديد
أكد المدير العام المساعد بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد السموني، أن المشاريع السككية المهيكلة ذات الوقع الكبير على التنقل داخل الحاضرة الكبرى للدار البيضاء التي أطلقها الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، هي مشاريع من الجيل الجديد.
وأوضح السموني في تصريح للصحافة بمناسبة إطلاق جلالة الملك لهذه المشاريع السككية المهيكلة، أن هذه الأخيرة تهم ثلاث مكونات أساسية تتعلق بإحداث بنيات تحتية، واقتناء قطارات جديدة، وإنجاز محطات سككية كبرى، من بينها ثلاث من الجيل الجديد.
وأبرز السموني أن مكون البنية التحتية يروم إنشاء شبكة قطارات للقرب، فيما يخص المكون الثاني اقتناء 48 قطارا جديدا، سيتم إنجازها في إطار منظومة سككية وطنية مرتقبة، من خلال مصنع سيتم إحداثه بالمغرب.
أما المكون الثالث فيهم إنجاز محطات سككية، منها ثلاث من الجيل الجديد ستكون بمثابة منصات، بالإضافة إلى عشر محطات للقرب تم تصميمها وفق هندسة موحدة، مشيرا إلى أن خمس محطات أخرى سيتم إعادة تأهيلها.
من جهته، أكد خالد خيران، مدير قطب مشاريع الخط فائق السرعة بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، في تصريح مماثل، أن أشغال إنجاز مشروع القطار فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش تعرف تقدما ملموسا، بعد خمسة أشهر من إعطاء الملك محمد السادس انطلاق هذا المشروع الحيوي.
وأوضح خيران أن الأشغال تجري حاليا في قلب الدار البيضاء، على مسار استراتيجي يمتد على طول 430 كيلومترا بين القنيطرة ومراكش، منها 210 كيلومترات بين القنيطرة والدار البيضاء، و220 كيلومترا بين الدار البيضاء ومراكش.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن مختلف مراحل المشروع تشهد تقدما مهما، حيث تعمل الفرق بشكل مكثف لاحترام موعد دخول الخط حيز الخدمة مع نهاية سنة 2029، مبرزا التقدم الكبير المسجل في أشغال الهندسة المدنية والتجهيز واللوجستيك والتزويد.
وعلى صعيد متصل، أكد خيران أن ما مجموعه 50 مقاولة منخرطة حاليا في الورش، 75 في المائة منها مغربية، فيما يبلغ عدد العمال حاليا نحو 5000 عامل على أن يرتفع العدد إلى حوالي 21 ألف عامل مع منتصف 2026، وهو ما يعكس حجم هذا « المشروع الضخم ».




