وهكذا، بات المغاربة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في موقع يمنحهم حقّ الفخر والافتخار بما تزخر به بلادهم، ليس فقط من ثروات طبيعية، بل أيضا من مشاريع ملكية ضخمة، حوّلت مدن الصحراء المغربية إلى مدن نموذجية على المستوييْن الوطني والقاري. لقد باتت الأقاليم الجنوبية للمملكة الشريفة، بما تتمتع به من جمال، تسرّ، حقا، الناظرين، وتجذب السياح والمستثمرين من كل حدب وصوب.
أشغال الطريق السريع تيزنيت-الداخلة بالصحراء المغربية
وفي هذا الصدد، أفاد امبارك فنشة، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع تيزنيت - الداخلة، في تصريح هاتفي لـLe360، بأن أشغال إنجاز الطريق السريع تيزنيت - الداخلة وصلت نسبة 97 بالمائة. هذا المشروع، المُندرج ضمن برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس، سنة 2015 من مدينة العيون، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، يروم هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومترا.
وكان المتحدث ذاته قد أكد، في تصريح سابق لـLe360، أن هذا المشروع، الذي يبلغ طوله 1055 كلم، وتُقدّر الميزانية المرصودة له بـ10 مليار درهم، سيُشكّل إضافة هامة للبنية التحتية للمملكة المغربية.
وأردف أن الأشغال متقدمة، رغم إكراهات جائحة كورونا وما تلاها من تداعيات وقلّة في المواد، مؤكدا أنها وصلت اليوم لنسبة 97 بالمائة، أي ما يُقارب 950 كلم تم إنجازها بالكاملة، بما فيها 15 منشأة فنية انتهت بها الأشغال.
وأردف امبارك فنشة أن مِحوَر كلميم - العيون، الذي تتجاوز تكلفته المالية 6 ملايير درهم، بات مفتوحا أمام حركة السير، بعدما تم فتح، قبل ذلك بأشهر، محور العيون - الداخلة أمام السائقين.
وهكذا، ستبقى الأشغال منحصرة فقط بين مدينتيْ تيزنيت وكلميم، لما تحتويه من صعوبات كبرى، نظرا لوعورة التضاريس. لكن بالمقابل، تعتزم وزارة التجهيز والماء الإعلان عن انتهاء الأشغال كليا مع نهاية العام الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع المهيكل يروم تزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بمحور طرقي يتصف بأعلى المعايير الدولية ودرجة عالية من السلامة. كما يهدف هذا الطريق السريع إلى تقليص مدة التنقل، وتجنب الانقطاعات على مستوى الطرق بسبب الفيضانات وزحف الرمال وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب المغربي، مع تحسين الربط مع أهم المراكز الوطنية للإنتاج والتوزيع، فضلا عن خلق باحات استراحة ومواقف للشاحنات.
هذا الطريق، الذي سيكون بمثابة رافعة هامة للاستثمارات، سيُمكّن من التأثير بشكل إيجابي ومباشر على ساكنة الأقاليم الجنوبية، كما سيُساهم في تطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأربع جهات من المملكة: سوس-ماسة وكلميم-وادي نون والعيون-الساقية الحمراء ثم الداخلة-وادي الذهب.