كشف أثّرت أمطار فبراير على المزروعات والمراعي والثروة الحيوانية بالمغرب؟

الفلاحة في المغرب

الفلاحة في المغرب

في 21/02/2025 على الساعة 12:45

شكلت الأمطار الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق في المغرب بارقة أمل للفلاحين بعد فترة جفاف نسبي أثرت على المحاصيل والمراعي، فقد ساهمت التساقطات المطرية المسجلة خلال الأيام الماضية في إنعاش الأراضي الفلاحية وتحسين ظروف نمو المزروعات، إضافة إلى تعزيز الموارد المائية الضرورية للماشية.

في هذا الصدد، أوضح الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، في اتصال هاتفي مع Le360، أن أول تأثير إيجابي لهذه التساقطات يكمن في تحسين جودة التربة، فخلال السنوات الست الماضية، مر المغرب بمراحل جفاف قاسية، بدءً من الجفاف المائي الناتج عن قلة الأمطار، ثم الجفاف الهيدرولوجي الذي أثر على الفرشة المائية ومخزون السدود.

وأشار وحتيتا إلى أن الوضع بدأ يتحسن نسبيا منذ الأمطار الأولى التي شهدها المغرب في نونبر الماضي وحتى فبراير الجاري، مما جنب البلاد الدخول في مرحلة ”جفاف التربة“، وهي الأخطر، إذ يؤدي فقدان التربة لخصائصها إلى تراجع قدرتها على الإنتاج.


وأضاف الخبير الفلاحي أن هذه الأمطار سيكون لها تأثير مهم على السدود، التي كانت بحاجة ماسة إلى تعزيز مخزونها المائي، كما أنها ستساهم في تحسين زراعة الخضروات الموسمية عبر تغذية الفرشات الباطنية والآبار، مما يقلل من الاعتماد على السقي.

وفيما يخص زراعة الحبوب، أشار وحتيتا إلى أن الثلث الأول من عمرها كان صعبًا بسبب التغيرات المناخية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة بعد التساقطات، مما أدى إلى تبخر المياه قبل أن تستفيد منها النباتات، لكن هناك مناطق ستستفيد بشكل أكبر من هذه الأمطار، مثل السهول الشمالية ومنطقة الغرب، بفضل الزرع المتأخر، إضافة إلى مناطق دكالة، عبدة، والرحامنة، حيث قام الفلاحون بإعادة الزرع للاستفادة من التساقطات الأخيرة.

وعلى مستوى الثروة الحيوانية، أوضح وحتيتا أن هذه الأمطار ستساعد في إنعاش المراعي الطبيعية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الكلأ الطبيعي لتغذية الماشية، فبعد ندرة الأمطار خلال الأشهر الماضية، اضطر المربون إلى شراء الأعلاف المركبة، التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، أما الآن، ومع تحسن الغطاء النباتي، ستتراجع الحاجة إلى الأعلاف المستوردة، مما سيخفف الأعباء المالية على المربين ويحسن من صحة القطيع، سيما الأغنام والماعز التي تعتمد أساسا على المراعي.

وعن تأثير هذه التساقطات على سوق الثروة الحيوانية، أشار الخبير إلى أن تحسن توفر الكلأ أدى إلى ارتفاع أسعار الأغنام، وخاصة النعاج التي يطلق عليها المربون ”مولات الدار“، فقد انخفض سعرها خلال الأسابيع الماضية إلى نحو 1000 درهم، إلا أن الأمطار الأخيرة دفعت المربين إلى إعادة النظر في بيعها نظرا لأهميتها في تنمية القطيع، ليصل سعرها في الأسواق الأسبوعية إلى أكثر من 3500 درهم.

وفي الأخير، أوضح وحتيتا بأنه بشكل عام، يمكن اعتبار هذه الأمطار نعمة للفلاحة المغربية، إذ ساهمت في تحسين جودة التربة، دعم مخزون المياه، وإنعاش المراعي، مما سيؤثر إيجابيا على الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية في الأشهر المقبلة.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 21/02/2025 على الساعة 12:45