وقال عدد من المهنيين في تصريحات متفرقة لـLe360، إن قلة العرض أمام ارتفاع الطلب على اللحوم الحمراء جعلها تقفز إلى مستويات قياسية، حيث بلغ سعر اقتناء لحم البقر بالجملة 90 درهما للكيلوغرام الواحد ما يفرض على الجزار بيعه للمستهلك بأزيد من 100 درهم، في ما بلغ ثمن لحم الماعز بالجملة 130 درهما للكيلوغرام الواحد ويتم بيعه للمواطن بما يفوق 140 درهما وكذلك الأمر بالنسبة للحم الغنم.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الارتفاعات «الصاروخية» تسببت في خسائر فادحة للمهنيين، إذ سجل تراجع كبير في اقتناء هذه اللحوم من طرف المواطنين وأصبح الكثير منهم يفضل اللحوم البيضاء التي تعرف بدورها ارتفاعا ملحوظا، مؤكدا أن استمرار الأسعار في التحليق عاليا من شأنه أن يزيد من متاعب المهنة ويجعل الكثير من المهنيين يتخلون عن مهنتهم والبحث عن مهن أخرى مؤقتة إلى حين تحسن الأوضاع.
وأشار مصدر مهني آخر لـLe360، إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة ساهمت بدورها في ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، إذ فضل عدد كبير من الكسابة الاحتفاظ بماشيتهم إلى حين اقتراب عيد الأضحى لبيعها بأثمان مناسبة تلبي انتظاراتهم خاصة وأن الأمطار وفرت الكلأ المطلوب ولو مؤقتا مقارنة مع السنة الماضية، مشددا على أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع خلال الأيام القليلة المقبلة ما لم يكن هنالك تدخل من طرف الجهات الوصية على القطاع.
من جانبهم أعرب مواطنون عن تذمرهم لما وصلت إليه الأسعار حاليا في الأسواق مؤكدين أن ما كانوا يقتنونه من اللحوم تراجع بشكل كبير بسبب ذلك، مشيرين إلى أن من كان يقتني 3 كيلوغرامات أصبح يقتني أقل من كيلوغرام واحد فيما آخرون فضلوا الابتعاد عن شراء هذه اللحوم حتى إشعار آخر، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لخلق التوازن المطلوب ولحماية المستهلك والقدرة الشرائية للمواطنين.
في المقابل كان مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد أكد يوم الخميس 25 أبريل 2024، أن الحكومة تعمل على مضاعفة استيراد الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى المقبل، قياسا بالعام الماضي، مضيفا: «هذه السنة فتحنا الباب أمام استيراد 300 ألف رأس، والوزير المعني تكلم عن 300 ألف إضافية، وأعتقد أن كل من له الرغبة في المساهمة في هذه العملية يستطيع »، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على تبسيط المسار الذي تم سلكه السنة الماضية وتقنينه، من أجل تسهيل عملية الاستيراد ومرور عيد الأضحى في ظروف جيدة».