وللإجابة عن هذه الأسئلة وأخرى، حاورنا محمد أسطايب، رئيس الجمعية المغربية لمصنعي الشاي والقهوة، الذي أطلعنا عن حجم تموين السوق المحلي من مادتي الشاي والبن، وكذا مدى تأثر ميزان العرض والطلب ونحن على بعد أيام قليلة من الشهر الفضيل.
هل جرى تسجيل زيادات في أسعار الشاي والقهوة، مؤخرا، وهل من المتوقع أن ترتفع هذه الأسعار خلال شهر رمضان؟
شهدت الأشهر الأخيرة استقرارا نسبيا في أسعار القهوة والشاي، حيث لم تسجل هذه السلع ارتفاعا ملموسا في الدول المنتجة.
وطالما يحافظ الموردون الخارجيون على أسعارهم ولا يوجد أي عامل خارجي يبرر زيادة الأسعار؛ فلن يكون هناك سبب لتوقع تغير محتمل في الأسعار على الصعيد المحلي. وبناء على ذلك سيتم الحفاظ على استقرار الأسعار دون الأخذ في الاعتبار أي عامل خاص قد يؤثر على زيادة الاستهلاك المحلي، كما هو الحال خلال شهر رمضان على سبيل المثال.
ما هو السعر الحالي للكيلوغرام الواحد من الشاي والقهوة؟
كما تعلمون، يتم تصنيف الشاي والقهوة إلى عدة فئات تختلف حسب نوعية مذاق كل منها، ولذلك فإن الجانب النوعي هو عنصر أساسي في تحديد الأسعار.
ولتفادي إعطاء قائمة أسعار بناءً على هذا التصنيف النوعي، الأمر الذي سيربك القارئ والمستهلك، فمن الأنسب إعطاء لمحة عامة عن النطاق المتوسط الأكثر استهلاكاً في السوق، وهو:
60 درهماً للكيلوغرام الواحد للشاي.
75 درهم للكيلوغرام الواحد من القهوة.
هل يتوفر مخزون كاف من الشاي والقهوة لتلبية طلب السوق المحلي؟
بما أن هاتين المادتين الغذائيتين الأساسيتين تتطلبان سياسة توريد محددة بنفس الطريقة مثل المنتجات الغذائية الأساسية الأخرى، فإن المهنيين يدركون مشكلة ندرتهما في السوق.
وفي الواقع، فإن الحفاظ على « مخزونات الأمان » يصبح المبدأ المقدس الذي تقوم عليه استراتيجية المهنة من حيث العرض في الأسواق المرجعية الدولية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المنتجات ذات أصل زراعي تعتمد إلى حد كبير على هطول الأمطار والظروف المناخية المتغيرة في كثير من الأحيان بسبب تغير المناخ والإجهاد المائي، وتظل عرضة للعجز في المحاصيل.
ولذلك يجد المهنيون أنفسهم، هيكليا، أمام تحديين دائمين، هما: ضمان العرض في ظروف جيدة؛ الحصول على أفضل الأسعار الممكنة.
ولذلك فإن الأمر يتعلق بفحص تطور الإنتاج في البلدان الرئيسية المنتجة لهذه المواد الغذائية من أجل توقع الطلبيات قبل الأوان وكذلك الوصول إلى أسعار تنافسية، وذلك لتجنب الدخول لهذه الأسواق في الأوقات التي ترتفع فيها الأسعار.
ما هو حجم الاستهلاك الفردي السنوي للشاي والقهوة في المغرب؟
إذا كان متوسط الاستهلاك السنوي من القهوة، المقدر بنحو 40 ألف طن، وهو ما يمثل استهلاك الفرد حوالي 1 كجم، لا يزال متواضعا مقارنة باستهلاك البلدان المجاورة، فإن هذا الوضع يظل مدفوعا بحقيقة أن المواطنين المغاربة يفضلون الشاي بدلا من القهوة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الطلب على القهوة بدأ يشهد زيادة تصاعدية بسبب نمو معدل التمدن.
وللمقارنة، فإن متوسط استهلاك الفرد من القهوة في المغرب، والذي يمثل إنفاقا قدره 350 درهما سنويا، يضعه في المرتبة الخامسة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أما استهلاك الشاي الأخضر على وجه الخصوص فيبلغ 2 كيلوغرام للفرد ويظل قابلاً للزيادة في السنوات القادمة.