هناك شيء واحد مؤكد: وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، كانت ضحية على خلفية الشائعات والأقاويل والاعتداء على الحياة الخاصة للأفراد. المستهدف في المقام الأول في هذه الحملة كان هو رجل الأعمال الأسترالي الثري أندرو فوريست، ثاني أغنى رجل في البلاد، ورئيس شركة « Fortescue » العملاقة -وهي شركة رائدة عالميا في مجال الطاقة الخضراء والمعادن والتكنولوجيا- الذي يتم تتبع كل تحركاته وتصويرها والتعليق عليها في أستراليا في الصحف الاسترالية وكذا البريطانية.
كانت صورة واحدة، نشرتها لأول مرة النسخة الأسترالية من صحيفة « ديلي ميل » المثيرة للجدل، وأعادت نشرها بشكل خاص صحيفة « ذا أستراليان » واسعة الانتشار (The Australian)، كافية لإحداث ضجة امتد صداها من ملبورن إلى الرباط. بم يتعلق الأمر؟ يتعلق الأمر بصورة توثق للحظة حميمة لأندرو فوريست التقطت في المقاطعة الرابعة بباريس وفي العلن، الأسبوع الماضي، مع « امرأة مجهولة » غامضة. وبحسب نفس الصحيفة البريطانية، يتعلق الأمربـ.. ليلى بنعلي.
إذا كانت هذه « العلاقة الغرامية » المزعومة قد تسببت في فضيحة في أستراليا، فذلك لأن رجل الأعمال الثري بصدد الطلاق من نيكولا فوريست. تقول الصحيفة الأسترالية « ذا أستراليان »: « إن الزوجين منفصلان، لكنهما قانونيا لا يزالان متزوجين ». وافترضت أن العلاقة التي يقيمها تجمعه بالوزيرة المغربية، وهي نفسها مطلقة.
وتقدم كـ« دليل » على ذلك أنها التقت به، لا سيما من خلال استقباله برفقة وفد من « Fortscue »، في فبراير الماضي بالرباط، أو من خلال لقائه في دافوس قبل شهر من ذلك.
كما كانت بنعلي في باريس مؤخرا في إطار مهامها، في نفس الوقت تقريبا الذي كان فيه صاحب شركة « Fortscue ».
وفي 23 ماي، كانت ليلى بنعلي أيضا من بين الضيوف خلال احتفالات العيد الوطني الأسترالي، التي نظمتها السفارة الأسترالية بالرباط برعاية، من بين آخرين، الشركة الأسترالية.
إقرأ أيضا : ليلى بنعلي توضح حقيقة «صورتها» مع رجل الأعمال الأسترالي
عن أي تضارب للمصالح يتحدثون؟
بينما نفت بنعلي أية صلة لها بالصورة، رفض أندرو فوريست، الذي تبلغ ثروته 25 مليار دولار، التعليق على الأمر.
لكن المسؤولة المغربية، قالت أمس الاثنين عندما سئلت من قبل زملائنا في قناة « شوف تي في » في أروقة البرلمان، إنها « مستهدفة منذ أكثر من عام » وأنها « سترد ».
وعلم Le360 من مقربين من الوزيرة أنها قد ترفع قضية أمام القضاء بتهمة القذف وانتهاك الحياة الخاصة.
من جانب آخر، فإن الشكوك حول تضارب المصالح هي التي تجعل العلاقة الرضائية بين شخصين بالغين « قضية ». الفضيحة، إذا كانت كذلك، فقد اندلعت عندما أعلنت شركة « Fortscue »، يوم 8 أبريل، عن مشروع مشترك مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وتهدف هذه الشراكة بنسب متساوية إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء بالمغرب وأوروبا والأسواق الدولية. وتشمل أيضا التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع ومركزا للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة التي تعرف نموا متسارعا بالمغرب.
ولذلك، كان من المتوقع أن يصل الملياردير الأسترالي هذا الأسبوع إلى المغرب لعقد اجتماعات مع وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ولكن خاصة مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
« من هذه الشراكة، سيكون المغرب هو الفائز أولا للاستفادة القيمة من نقل التكنولوجيا، في وقت تعتمد فيه البلاد اعتمادا كبيرا على الطاقات المتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر »، وفق ما أوضحه خبير اقتصادي الذي يستبعد إطلاقا أي تضارب للمصالح. وقال مصدرنا بنبرة ساخرة: « على حد علمي، ليس لدى ليلى بنعلي أي أسهم في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وليست شريكة في أية شركة قادرة على الاستفادة بشكل مباشر من مشاريع « Fortscue » في المغرب »، موضحا أن هذه الشراكات تتجاوز بكثير الاعتبارات الشخصية وتهم الحكومة المغربية برمتها.
ولم يخطئ مارك هاتشنسون، الرئيس المدير العام لـ »Fortscue Energy » عندما أكد أن هذه الشراكة « ستساهم في جعل المغرب قوة في إنتاج الطاقة الخضراء وتصنيعها، مما يعود بفوائد كبيرة على المدى الطويل على المغرب ». إذا كانت هناك مصالح بكل تأكيد، فيكفي القول بأنه في هذه الحالة، أنه لا يوجد أي تضارب على الإطلاق. يتبع.