فمن خلال فرقها الرياضية النشيطة، تحولت فيجيج إلى وجهة تستقطب الزوار من مختلف مناطق المغرب، حيث أكد عبد المجيد رابح، رئيس نادي الواحة للكرة الطائرة، في تصريح لموقع le360، أن « الرياضة تُعد من بين العوامل الرئيسية لتنمية المنطقة »، مشددًا على الدور الكبير الذي تلعبه الأندية المحلية في الترويج لصورة فيجيج.
وأشار رابح إلى أن نادي الواحة، الذي ينشط في القسم الممتاز للرجال والقسم الأول للسيدات، إلى جانب فرق أخرى كالاتحاد الرياضي الفجيجي وجمعية الشرف لكرة القدم داخل القاعة، تساهم بشكل فعال في تنشيط الحراك الرياضي بالمدينة. واعتبر أن تأثير هذه الأندية يتجاوز المستطيل الرياضي ليشمل دعم القطاع السياحي، عبر استقطاب الجماهير والزوار خلال المباريات والبطولات.
وأوضح أن استضافة فرق كبرى مثل الجيش الملكي، والنادي المكناسي، واتحاد طنجة، يخلق دينامية اقتصادية محلية، بفضل ما تدره هذه الأنشطة من مداخيل على أصحاب النُزل والخدمات.
من جانبه، أكد عبد القادر البكري، مدرب فريق الواحة للكرة الطائرة، أن الرياضة باتت رافعة حقيقية للسياحة المحلية، لافتًا إلى أن الزيارات المتكررة للأندية الوطنية تُنعش النشاط الاقتصادي في المدينة. وأضاف: « عندما تزورنا فرق من مدن كطنجة وتطوان والرباط، فإن أصحاب دور الإيواء والمرافق التجارية يستفيدون من هذا الحراك، مما يعزز من صورة فيجيج كوجهة واعدة ».
وتابع البكري قائلاً إن نادي الواحة، الذي تأسس سنة 1994، لا يسعى فقط إلى تحقيق النتائج الرياضية، بل يطمح إلى بناء قاعدة قوية من اللاعبين وتوسيع المشاركة المجتمعية في الأنشطة الرياضية.
وخلال جولة لكاميرا le360 في المدينة، صادف الفريق الصحفي مجموعة من السياح الفرنسيين الذين أعربوا عن إعجابهم الكبير بجمال فيجيج وبساطتها. أحد السياح، الذي زار المنطقة أول مرة سنة 2000، قال مبتسمًا: « عدت إلى فيجيج بعد جائحة كوفيد عام 2022، ومنذ ذلك الحين أصبحت أزورها كل عام. ما يميز هذا المكان أنه بعيد عن صخب السياحة الجماعية، وهذا ما يعجبني فيه ».
ولم يكن وحده في هذا الانبهار، إذ شاركه أفراد آخرون من المجموعة ذات الحماس، مؤكدين أن الفكرة جاءت من صديق لهم يُدعى ميشيل، اعتاد زيارة المغرب وأصبح بمثابة دليلهم ومرشدهم غير الرسمي في هذه الرحلة. أحدهم قال: « زميلي أخبرنا أن فيجيج مكان فريد، وبعد جولة قصيرة صباحًا، أدركت أنه كان محقًا؛ المناظر الطبيعية هنا تخطف الأنفاس ».
أما عن تجربة الإقامة، فقد أكد أحد السياح أن جودة الاستقبال وكرم الضيافة تجعله يوصي أصدقاءه بزيارة المدينة، خاصة أولئك الذين يفضلون الأجواء الأصيلة في شرق وجنوب شرق المغرب. وأضاف: « كل مرة أقيم فيها في فيجيج، أشعر وكأنني بين أهلي ».
تجربة هؤلاء الزوار لم تقتصر على الإقامة أو الطبيعة فقط، بل امتدت إلى التفاعل مع السكان المحليين. يقول أحدهم: « زرت الحرفيين، وتحدثت إلى السباكين والنجارين، وشعرت بمدى الودّ والترحاب. في أحد الأيام، كنت أقود دراجتي النارية فتوقفت سيارة بها أطفال أرادوا التقاط الصور معنا. أهل فيجيج ببساطة يعكسون روح المكان ».
يقول أحد أفراد المجموعة: « نحن مجموعة من مناطق فرنسية مختلفة مثل تولون، لو هافر، وكليرمون فيران »، ويكشف عن المحرك الرئيسي لهذه الرحلة: « الفكرة كانت من ميشيل، الذي التقينا به قبل عامين على متن السفينة، وبقينا على تواصل لأنه يزور المغرب كثيرا، وهو بمثابة مرشدنا الروحي هنا ».
وتواصل المجموعة الفرنسية رحلتها في استكشاف فيجيج سيرًا على الأقدام، غارقة في سحر الأزقة والجبال المحيطة، باحثة عن تجربة لا تشبه سواها. رحلة أطلقت شرارتها صداقة على متن سفينة، وانتهت بشغف دائم بمكان أصبح أكثر من مجرد وجهة، بل قطعة من القلب.




