فعلى قدم وساق، حيث تجرى الاستعدادات لانطلاقة الموسم الفلاحي 2024/2025، الذي يتوقع أن يكون واعدا، بالموازاة مع التدابير المتخذة من طرف مختلف المصالح التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لتوفير البذور المختارة والأسمدة الضرورية لمباشرة عمليات الحرث والزرع بالنسبة للحبوب الخريفية.
في هذا الصدد، أوضح عبد العالي دمري، نائب رئيس الغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس، وخبير فلاحي، في تصريح لـle360، أن الغرفة الفلاحية بتنسيق مع المديرية الإقليمية للفلاحة والمصالح التقنية التابعة للوزارة وخاصة مراكز الاستشارة الفلاحية، اتخذت عدة تدابير لمواكبة الفلاحين من أجل إنجاح الموسم الفلاحي الحالي وذلك بالسهر على سير عملية توفير عوامل الإنتاج وتحسيس الفلاحين بالتدابير التي يجب اتخاذها لخدمة الأرض استعدادا لعملية الحرث والزرع وتوفير مختلف أنواع الأسمدة بجميع نقط البيع، وذلك بالموازاة مع عملية التتبع اليومي لهاته النقط من اجل تزويدها بمختلف الأصناف والانواع من البذور المختارة وخصوصا بالنسبة للحبوب الخريفية والاسمدة.
ووعيا منها بأهمية التسميد، من خلال الاعتماد على الأسمدة المركبة التي تتكون تركيبتها بناء على تحاليل التربة، لإعطاء مردودية مرتفعة، انتعشت عملية اقتناء البذور المختارة للحبوب الرئيسية على مستوى الجهة من (القمح الطري، القمح الصلب والشعير) والأسمدة، لمباشرة عملية خدمة الأرض والزرع.
وفي نفس السياق، اتخذت الغرفة الفلاحية بجهة فاس مكناس، عدة تدابير لتعزيز سياسة القرب من خلال تقوية وعقلنة شبكة التوزيع التابعة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، وكذا من خلال مجموعة من البرامج تهدف بالأساس دعم ومواكبة فلاحي الجهة والتنظيمات المهنية.
ففي حواره مع le360، أشار محسن الكحشة مدير الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، أن هذه الأخيرة قامت بمجموعة من الأنشطة خلال الأشهر الماضية، استعداداً للموسم الفلاحي 2024/2025، مرتبطة بتكوين وتقوية قدرات الفلاحين ومربي الماشية، وتحسيسهم بأهمية الرفع من الإنتاج، بالإضافة إلى تزويدهم بمجموعة من المعدات الفلاحية الأساسية المتعلقة بالمعالجة الكيماوية، ومعدات تخزين مياه السقي ومعدات الحلب وجني الزيتون، بهدف مواكبة التنظيمات في إطار عصرنة طرق الإنتاج لدى فلاحي الجهة وتحسين الإنتاجية.
وأشاد المتحدث ذاته، أن « الموسم الفلاحي انطلق بمؤشرات إيجابية، فالتساقطات المطرية الذي ميزت الأسابيع الأولى من الموسم، سيكون لها وقع إيجابي على الفرشة المائية، ستمكن من الحفاظ على إمدادات الماء الشروب مع آفاق تشبع لفترة طويلة، وتخفيف الضغط على المياه الجوفية وملأ حقيقة السدود، وستمكن الفلاحين أيضا من التحضير بشكل جيد لزراعاتهم الخريفية من خلال زرع مبكر للبذور المختارة، باعتبار أنها منتقاة تمكن من تهيئ الظروف الملائمة للنبتة وتضمن إنتاجية مهمة.
يشار في هذا السياق أن المغرب عمل منذ سنوات عديدة على تطوير أصناف جديدة من بذور القمح الصلب والشعير تستطيع مقاومة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، قادرة على التكيف مع المخاطر المناخية، وذلك بالتعاون بين المعهد الوطني للبحث الزراعي المغربي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، بغية تحقيق اكتفاء غذائي على مستوى محاصيل الحبوب، من خلال تعزيز البذور المعتمدة في السوق الوطنية وتقديم أفضل الأصناف للمزارعين.