تم افتتاح هذا المركز، الذي يحمل اسم AMC Labs، يوم الثلاثاء 30 شتنبر في النواصر. وقد صُمم كمُحتضن صناعي يضع رهن إشارة الشركات الناشئة فضاءً تعاونياً ومعدات مطابقة للمعايير الدولية، لتصميم واختبار النماذج الأولية.
وصفته فاطمة الزهراء دريوش، المديرة العامة لـ المجموعة المغربية للطيران (AMC)، بأنه مركز « مغربي–مغربي »، تم التفكير فيه وتصميمه محلياً. وقالت: «إنه أول مركز للنمذجة الأولية بمعايير معتمدة في مجال الطيران بالمغرب. سيكون بيتاً للشركات الناشئة التي ستشكل أبطال المستقبل في التكنولوجيا والصناعة الجوية المغربية».
وأضافت أن الهدف هو توفير فضاء مجهز للشباب، لإرسال « إشارة قوية مفادها أن الأدوات اللازمة لتحقيق طموحاتهم في مجال النمذجة الأولية أصبحت متاحة ». ويوفر المركز إمكانية الولوج إلى معدات متطورة تشمل آلات التشغيل، المواد المركبة، الطباعة ثلاثية الأبعاد وأجهزة القياس الدقيقة، وفق معايير الصناعة الجوية العالمية.
وجاء إحداث المركز داخل معهد مهن الطيران في إطار تكامل استراتيجي. وتوضح دريوش أن هذه الشراكة «مفتاح أساسي»، لأنها تسمح باحتضان المركز وتسهيل نقل التكنولوجيا والخبرات، مما يرفع من مستوى التكوين المهني ويربط البحث والتطوير لدى الشركات الناشئة بالتعليم والتدريب.
ويجمع المشروع بين الابتكار المقاولاتي والتكوين التقني، كما يسعى إلى إدماج الشباب في بيئة صناعية عالية المتطلبات. وتقول دريوش: «لقد أظهر المغرب قدرته في مجال الإنتاج والمناولة في الطيران، واليوم الطموح هو أن يصبح لدينا مغاربة يصممون ويُنتجون محلياً من أجل بلوغ السيادة التكنولوجية في هذا القطاع».
مشروع تجريبي بخمس شركات ناشئة
بدأ المركز نشاطه باستقبال خمس شركات ناشئة، تم اختيارها نظراً لقلة الشركات التي تشتغل في مجال المعدات. فمعظم الشركات الناشئة تنشط في البرمجيات، بينما الاحتياجات الأساسية في هذا المجال ترتبط بالهندسة الميكانيكية والتصنيع.
وتغطي المشاريع التي تطورها هذه الشركات مجالات متعددة، من أجهزة المحاكاة إلى الطائرات بدون طيار وصولاً إلى الفضاء. وتعتبر هذه المرحلة الأولى مشروعاً تجريبياً، مع تطلع المجموعة إلى استضافة ما بين 20 و30 شركة ناشئة مستقبلا.
Au sein du centre de prototypage aéronautique inauguré, mardi 30 septembre, à Nouaceur. (S.Bouchrit/Le360)
ويؤكد سعيد بنحجّو، رئيس المجموعة، أن الرهان يتجاوز مجرد توفير آلات متطورة: «هذا المركز ليس مجرد مبنى مجهز، بل هو إشارة قوية لشبابنا ومهندسينا وباحثينا، إذ أصبح لديهم فضاء يحول أفكارهم إلى نماذج أولية منافسة، وغداً إلى منتجات صناعية».
كما شدد على الطابع التعاوني للمشروع، قائلا: «يوفر المركز للشركات الناشئة مجموعة من أدوات الإنتاج والنمذجة، لتمكين المواهب الشابة من الابتكار والتجريب والتعلم والتقدم، حتى من خلال الأخطاء».
من بين الشركات التي انخرطت في المركز، Ombiteck التي شارك في تأسيسها بدر بوطالب جوتي، والتي تمتلك حوالي 20 براءة اختراع في مجالات متباينة مثل الهياكل الخارجية، الطاقات المتجددة، الطائرات بدون طيار والروبوتات الصناعية.
ويؤكد مؤسسو الشركة أن المركز سيتيح لهم الولوج إلى وسائل تكنولوجية باهظة الثمن لم يكونوا قادرين على اقتنائها، مما سيسرّع الانتقال من الفكرة إلى النموذج الأولي وفق معايير عالمية، ويعزز مصداقيتهم أمام المستثمرين والشركاء.
قطاع في نمو متسارع
يأتي افتتاح المركز في ظرفية يعرف فيها القطاع الجوي المغربي دينامية لافتة، حيث تضاعفت عائداته خلال أربع سنوات، من 8 مليارات درهم في يوليوز 2021 إلى أزيد من 16 مليار درهم في يوليوز 2025، بحسب وزير الصناعة رياض مزور.
ويتوقع الوزير أن تتضاعف أو حتى تتضاعف أربع مرات هذه الإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً أن المنصة الصناعية المغربية باتت مؤهلة للتعامل مع منتجات أكثر تعقيداً وتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية.
ويُعتبر المركز خطوة أولى نحو إرساء نظام بيئي أوسع، يهدف إلى خلق تآزر بين الشركات الناشئة وربط البحث والتكوين بالصناعة. وتلخص دريوش الأمر بالقول: «شبابنا يمتلك الذكاء والجرأة، وبعضهم أصبح رائداً في براءات الاختراع. هذا المركز يمنحهم الأدوات لبلوغ أبعد الحدود وإثبات أن المغرب قادر على التفكير والإنتاج محليا».
ويجمع الفاعلون في القطاع على أن إطلاق AMC Labs يمثل بداية دينامية جديدة، تسعى إلى نقل الصناعة الجوية المغربية من مستوى المناولة إلى مستوى التصميم والابتكار المحلي، بما يعزز استقلالها الصناعي ويؤهلها لدخول نادي مصنّعي التكنولوجيا الجوية.



