وأشار منير الحمداوي، وهو مرشد سياحي بمغارة زكزل، إلى أن هذه الأخيرة تبقى شاهدة على عمق التاريخ الإنساني في المنطقة، مبينا، في تصريح لـLe360، أنه تم تصنيفها تراثاً وطنياً منذ عام 1953، ويطمح القائمون عليها إلى إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، وموضحا أن المغارة تضم نقوشاً جدارية يعود تاريخها إلى 13 ألف سنة، ما يشهد على مرور الإنسان القديم من هذه الأرض، تاركاً بصماته الحضارية.
وأضاف الحمداوي، أنه، وإلى جانب مغارة زكزل، تبرز مغارة الحمام كنزاً أثرياً آخر، إذ شهدت إجراء أول عملية جراحية على رأس الإنسان في التاريخ قبل 11 ألف سنة، كما عُثر فيها على أقدم جينات بشرية في إفريقيا وأقدم حلي في العالم، معتبرا مغارة «فم الجمل» بزكزل، معلما جيولوجيا آخر يضيف إلى ثراء المنطقة، حيث اكتُشفت بها أقدم نقوش جدارية في شمال إفريقيا يعود تاريخها إلى 12 ألف عام.
ولا تقتصر ثروة «زكزل» الطبيعية على آثارها التاريخية فحسب، بل تمتد لتشمل منتجات زراعية فريدة، مثل فاكهة «المزاح» (الزعرور باللكنة المحلية)، حيث تُعرف هذه الفاكهة بقيمتها الغذائية العالية، وفوائدها الصحية المتعددة، وتُعد رمزاً للمقاومة والصمود في وجه شح المياه، بالإضافة إلى مساهمتها مع تربية النحل وإنتاج العسل، في دعم الاقتصاد المحلي.
ورغم ما تتمتع به منطقة «زكزل» من مؤهلات طبيعية وتاريخية، فإن سنوات الجفاف الأخيرة ألقت بظلالها القاتمة على المنطقة، فقد أثر شح المياه سلباً على الفلاحة، بما في ذلك فلاحة فاكهة المزاح، مما يثير قلق الساكنة التي تأمل في هطول الأمطار.
وعبَّر أحد زوار المنطقة، والقادم من مدينة الدار البيضاء، في تصريح مماثل، عن أسفه تجاه هذا الوضع، والمتمثل في نقص المياه، رغم إعجابه بجمال المنطقة وطبيعتها الساحرة.




