وفي مجال البنية التحتية، تتقدم العديد من المشاريع الاستراتيجية بوتيرة مستدامة، أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي الذي بلغت نسبة تقدم أشغاله حوالي 45%، وهو مشروع طموح يهدف إلى جعل الداخلة مركزا بحريا رئيسيا في إفريقيا، يربط القارة بالأسواق الدولية، مع توقع الانتهاء من أشغاله مطلع سنة 2029.
وبالموازاة مع ذلك، يتواصل إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالداخلة، التي بلغت نسبة الأشغال فيها نحو 70%. ويُعد هذا المشروع المبتكر، المزود بالكامل بالطاقة الريحية، حلا صديقا للبيئة في ما يتعلق بإمدادات مياه الشرب والري، كما سيُسهم في جعل الجهة قطبا فلاحيا واعدا عبر تزويد 5200 هكتار بمنطقة بئر أنزران شمال المدينة بالمياه الضرورية للزراعة.
أما في ما يخص البنية التحتية الطرقية، فيُعتبر مشروع الطريق السريع تزنيت–الداخلة (1055 كلم)، الذي يوجد في مرحلته النهائية، أحد أبرز الأوراش الوطنية الكبرى، إذ تصل كلفة إنجازه إلى حوالي 10 مليارات درهم. ويُعد هذا المشروع رافعة اقتصادية واجتماعية حقيقية للأقاليم الجنوبية، لما سيوفره من تعزيز دائم للروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي. كما تعرف الطريق التكميلية الداخلة–الكركرات بدورها وتيرة إنجاز متسارعة، ومن المرتقب أن تُفتح أمام حركة السير قريبا.
وعلى مستوى المدينة، شهدت الداخلة عملية إعادة هيكلة شاملة همّت الطرق وشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي، إلى جانب إنشاء العديد من ملاعب القرب والفضاءات الترفيهية، فضلا عن أشغال صيانة وتحديث الإنارة العمومية بشوارع وأزقة المدينة.
جهة الداخلة وادي الذهب.. مشاريع ملكية عملاقة تغيّر وجه الصحراء المغربية
وفي مجال تنظيم الفعاليات الكبرى، عززت الداخلة مكانتها كوجهة مفضلة لاستضافة المؤتمرات والمنتديات الدولية، مكرسة موقعها كفضاء متميز للنقاش حول قضايا التنمية ومستقبل إفريقيا. فقد احتضنت لؤلؤة الجنوب خلال سنة 2025 العديد من الأحداث البارزة، التي جمعت شخصيات مرموقة من عوالم الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة.
أما في القطاع الصحي، فقد تم تعزيز العرض الصحي عبر افتتاح جامعة محمد السادس للعلوم والصحة (UM6SS) التابعة لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، إلى جانب المصحة الدولية بالداخلة، وافتتاح خمسة مراكز صحية حضرية وقروية بإقليم وادي الذهب. كما سيعرف العرض الصحي مزيداً من التطوير مع اقتراب انتهاء أشغال المستشفى الجامعي للداخلة.
وفي المجال الرياضي، تواصل الداخلة ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية لمختلف الرياضات البحرية، من خلال استضافتها الناجحة لعدد من التظاهرات الدولية، من بينها الدورة التاسعة من الداخلة داون ويند تشالنج، والنسخة الثانية من كأس القارات لرياضة البادل، والنسخة الأولى من المسابقة الوطنية والدولية للصيد الرياضي السياحي، والنسخة الـ15 من كأس العالم للكايت سورف، والنسخة الثالثة من منافسات الوينغ فويل (Wingfoil).
وتعكس هذه الدينامية التنموية الشاملة التي تعرفها جهة الداخلة-وادي الذهب، الجهود المتواصلة التي يبذلها مختلف الفاعلين، من أجل جعلها جسرا حقيقيا للتبادل بين إفريقيا وأوروبا، وبوابة رئيسية نحو عمق القارة الإفريقية.






















