وأوردت يومية « الأخبار » في عددها ليوم الثلاثاء 9 يناير 2024، أن عددا من الفلاحين يعمد إلى تحويل مجرى المياه القادمة من المحطة المذكورة، لسقي الأراضي الفلاحية، سواء منها المخصصة الزراعة الحبوب أو المواد العلفية وذلك باستعمال مضخات لضخ المياه، في وقت يعمد البعض الآخر إلى استعمال تلك المياه في سقي الخضر والرعي، وهو تصرف اعتبره فلاحو المنطقة ضروريا بفعل تأخر الأمطار ما أصبح يهدد الفلاحة البورية والسقوية بالتلف.
وأضافت الجريدة أن هذه الوضعية باتت تتكرر كل سنة في غياب أي رادع من الجهات المختصة للحد من هذه الكارثة التي أضحت تهدد المنتجات الغذائية، سواء منها لحوم الأبقار والمواشي وكذا الحليب ومشتقاته، نتيجة تناول الأبقار والمواشي تلك الأعلاف المسقية بمئات الأمتار المكعبة من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية الخطيرة، أو الناتجة عن تسميد الأراضي الفلاحية من فضلات الدجاج والديك الرومي.
وأكدت الصحيفة أن الأمر أصبح بالنسبة لعدد من الفلاحين عاديا، خاصة أصحاب الأراضي المحاذية للطريق الإقليمية رقم 3042 بين برشيد وسبت لعسيلات، وكذا الطريق الإقليمية رقم 3011 المؤدية إلى حد السوالم، حيث يقف مستعملو الطرق المذكورة على حجم الخطر الذي ينتشر على طول قنوات صرف المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد في اتجاه واد مرزك بإقليم النواصر من خلال وجود العشرات من مضخات مياه الري المزودة بمحركات البنزين وقنينات الغاز التي يقدم أصحابها على نصبها لضخ المياه العادمة مباشرة من القناة الرئيسية في عملية متواصلة طوال النهار، وأمام مرأى الجميع لسقي الحقول المجاورة، سواء منها الأراضي الزراعية أو تلك المخصصة للماشية مثل الذرة والفصة وكذا بعض الخضروات الموجهة للتسويق والاستهلاك.
وبحسب المصدر ذاته، فإن عملية استغلال قناة المياه العادمة في سقي الأراضي الفلاحية بكل من برشيد والنواصر تتم بتواطؤ مفضوح مع الجهات المعنية، التي عهد إليها بمراقبة وحماية المواطنين من كل خطر، في وقت يسجل غياب المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، الذي لم يقم بأي إجراء في هذا الباب.