ويعتبر النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بالعيون، سنة 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، بمثابة خارطة طريق ترتكز في مضمونها على استراتيجية النهوض بالتنمية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
ويرتكز هذا النموذج التنموي، الذي جاء انسجاما مع الرؤية الملكية الطموحة الرامية لجعل هذه الجهة من المملكة قطبا تنافسيا بارزا على الصعيدين الوطني والدولي وحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، (يرتكز) على ثمانية برامج تهم تقوية محركات التنمية، ومصاحبة القطاع الإنتاجي وإدماج المقاولات في النسيج الاقتصادي.
وهكذا، سيُمكّن بناء الميناء الجديد على الواجهة الأطلسية «الداخلة الأطلسي»، الذي وصلت نسبة الأشغال فيه إلى 14 بالمائة، (سيُمكن) من تحقيق تنمية جهوية عموما وتطوير قطاع الصيد البحري فضلا عن الأهداف الجيوستراتيجية. وفي ما يخص الجانب التجاري للميناء، فإنه من المرتقب أن يضم: أرصفة متعددة الاختصاصات (600 متر طولي بعمق 16 متر هيدرو)؛ محطة نفط؛ رصيف مخصص للخدمات (100 متر طولي)؛ أراضي مسطحة تصل مساحتها إلى 24,6 هكتار. أما في ما يتعلق بجانب الصيد البحري، فإنه من المنتظر إحداث أرصفة (1650 متر طولي بعمق 12 متر هيدرو)؛ وأراضي مسطحة تصل مساحتها إلى 28,8 هكتار، علاوة على أرصفة مخصصة لإصلاح السفن (أرصفة 200 متر طولي بعمق 12 متر هيدرو) ثم أراضي مسطحة مساحتها إلى 8,6 هكتار.
وقد تم اختيار منطقة نتيرفت مسرحا لإقامة ميناء الداخلة الأطلسي، والتي تقع على بعد 40 كلم شمال مدينة الداخلة، في الجماعة القروية العركوب.