ربورتاج: بعد سنوات الجفاف.. جرادة تراهن على محصول زيتون وفير هذا العام

منطقة فلاحية بجرادة

في 04/05/2025 على الساعة 19:45

فيديويعيش فلاحو إقليم جرادة على وقع تفاؤل كبير بموسم زيتون واعد هذا العام، مدفوعاً بتحسن ملحوظ في التساقطات المطرية مقارنة بالعام الماضي.

ويتفق الفلاحون والمسؤولون على أن الظروف الحالية تبشر بإنتاج جيد، مع التأكيد على أهمية استمرار الجهود لضمان استدامة القطاع في مواجهة تحديات ندرة المياه.

وفي هذا السياق، أكد عبد الرحمن أنافلوس، المدير الإقليمي للفلاحة بجرادة، أن الموسم الفلاحي الحالي سجل تحسناً ملموساً في التساقطات، حيث بلغ المعدل التراكمي 123 ملم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 110% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، موضِّحاً في تصريح لـle360، أن هذه الأمطار، رغم أنها لا تزال أقل بنسبة 50% عن المتوسط السنوي المعتاد، كان لها « أثر إيجابي » مباشر على أشجار الزيتون، إذ ساهمت في « إزهار جيد » وبدء « مرحلة عقد الثمار »، مما يعزز فرص تحقيق « إنتاج وفير هذا العام ».

وعلى الرغم من أن زراعة الزيتون في جرادة لا تزال محدودة مقارنة بأقاليم أخرى في جهة الشرق، إلا أن القطاع يشهد نمواً متسارعاً، حيث كشف أنافلوس أن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون في الإقليم تبلغ حالياً 4800 هكتار، منها 1600 هكتار بورية، و3200 هكتار مسقية، مرجِعا هذا التطور إلى « زيادة الاستثمارات في المجال الفلاحي »، و« وفرة الأراضي الخصبة والمياه الصالحة للري » في مناطق معينة، إضافة إلى « الدعم الحكومي » المخصص للفلاحين والمستثمرين ضمن « استراتيجية الجيل الأخضر ».

ولتعزيز القيمة المضافة لإنتاج الزيتون المحلي، يتوفر الإقليم على 9 وحدات للعصر، منها 4 وحدات عصرية و5 تقليدية، حيث بيَّن المدير الإقليمي للفلاحة أن المديرية تعمل بشكل مستمر على « توسيع المساحات المزروعة بالزيتون » لدعم الفلاحين الصغار وتحسين دخلهم، بالإضافة إلى دعم عمليات « التثمين والتسويق » لضمان وصول المنتجات إلى الأسواق بأسعار عادلة.

وفي ظل التحسن المطري الملحوظ هذا الموسم، شدد أنافلوس على « ضرورة ترشيد استهلاك المياه واعتماد تقنيات الري الحديثة » لضمان استدامة الموارد المائية الحيوية للقطاع، معتبرا هذه الجهود مجتمعةً، دفعة قوية لقطاع الزيتون كأحد الروافد الأساسية للتنمية الفلاحية والاقتصادية والاجتماعية بإقليم جرادة، مع آمال كبيرة بموسم فلاحي ناجح يعود بالنفع على جميع المشتغلين في هذا القطاع الحيوي.

وتردد صدى هذا التفاؤل في حقول الزيتون، إذ شدد سفيان اليعلاوي، وهو فلاح من جماعة « قنفودة »، خلال زيارة لحقله الممتد على 3 هكتارات، والذي يضم حوالي 300 شجرة من صنف « بيشولين المغربية الأصيلة »، على أن حالة الأشجار « جيدة جداً ».

وقال في تصريح مماثل للموقع: « نتطلع إلى موسم زراعي ناجح بفضل التحسن الملحوظ في الظروف المناخية، الفلاحون هنا مستعدون، فالعمل المستمر هو العامل الأساسي لضمان إنتاج جيد ».

وأشاد الفلاح اليعلاوي بأهمية هذا الدعم قائلاً: « نحن محظوظون بوجود الدعم الفلاحي والاستشارة الزراعية، حيث نجد دائماً المساعدة والتوجيه الضروريين لضمان أفضل الممارسات، سواء من حيث العناية بالأشجار، أو إدارة الموارد المائية ».

تحرير من طرف محمد شلاي
في 04/05/2025 على الساعة 19:45