أين وصلت نسبة ملء السدود المغربية في ظل حرارة الصيف؟

سد محمد الخامس بإقليم الناظور

في 16/06/2025 على الساعة 14:47

كشفت الإحصائيات الرسمية حول نسبة ملء السدود بالمغرب، الصادرة بتاريخ الاثنين 16 يونيو 2025، عن معدل إجمالي لنسبة الملء بلغ 38.9%، بحجم مائي إجمالي يقدر بـ6527 مليون متر مكعب.

وتعكس هذه الأرقام، المعلن عنها عبر منصة «الما ديالنا»، التابعة لوزارة التجهيز والماء، صورة متباينة لوضعية الموارد المائية عبر الجهات، حيث تشهد بعض الأحواض مستويات ملء مطمئنة، بينما تعاني أخرى من جفاف حاد يستدعي القلق البالغ، حيث يبين هذا التفاوت تحديات الإجهاد المائي المستمرة التي يواجهها المغرب، ويبرز الحاجة الملحة لإدارة مُحكَمة للموارد المائية.

وفي هذا السياق، حافظ حوض سبو على مستوى جيد بنسبة ملء بلغت 51.9%، بحجم مائي هائل يقدر بـ2882.6 مليون متر مكعب، حيث يبرز سد «الوحدة» بمستوى ملء بلغ 55% بحجم 1966.8 مليون متر مكعب، مما يجعله ركيزة أساسية للأمن المائي للمنطقة.

في المقابل، سجَّل حوض اللوكوس أداءً ممتازا بنسبة 59% (1128.8 مليون متر مكعب)، مع سد «وادي المخازن» الذي وصل إلى 96% من طاقته الاستيعابية (646.5 مليون متر مكعب)، مما يضمن توفر كميات كبيرة من المياه، في حين حافظ حوض أبي رقراق على مستويات ملء جيدة بلغت 64.8% (701.1 مليون متر مكعب)، بفضل سد «سيدي محمد بن عبد الله» الذي وصل إلى 68% (663 مليون متر مكعب)، وهو ما يضمن إمدادات المياه للعديد من المناطق الحضرية الهامة.

وبلغ حوض كير-زيز-غريس نسبة ملء 58.6% (315.1 مليون متر مكعب)، مع أداء جيد لسد «الحسن الداخل» بنسبة 73%، في حين سجَّل حوض تانسيفت نسبة ملء فاقت النصف بـ50.5% (114.9 مليون متر مكعب)، مع مستويات ملء عالية في سدود مثل «سيدي محمد بن سليمان الجزولي» (88%)، بإلإضافة إلى حوض ملوية، والذي بلغ نسبة 40.3% (288.9 مليون متر مكعب)، مع سد «على واد زا» الذي وصل إلى نسبة 100%، وسد «محمد الخامس» 63%.

في المقابل، تستمر مناطق أخرى في مواجهة وضع مائي حرج يستدعي القلق الشديد، ويدق ناقوس الخطر بخصوص تداعيات ندرة المياه على الأنشطة الاقتصادية والحياة اليومية، حيث يأتي حوض أم الربيع في صدارة الأحواض الأكثر تأثرا بالجفاف، بعدما لم تتجاوز نسبة الملء فيه 11.8%، بحجم إجمالي قدره 585.3 مليون متر مكعب، وهي أرقام صادمة، حسب متخصصين في الشأن المائي والفلاحي، لكون هذا الحوض حيويا للقطاع الفلاحي، إذ لم يتجاوز سد «المسيرة»، وهو أحد أكبر السدود بالمغرب، نسبة 5% فقط (124.5 مليون متر مكعب)، بينما وصل سد «بين الويدان» إلى 15% (189.9 مليون متر مكعب)، وهو ما ينذر بصعوبات جمة للمناطق الفلاحية والصناعية التي تعتمد على الحوض.

ولا يقل الوضع سوءً بالنسبة لحوض سوس-ماسة حيث سجل أدنى نسبة ملء إجمالية، بلغت 20.6% (150.8 مليون متر مكعب)، ويواجه سد «عبد المومن» وضعا كارثيا بنسبة 3% فقط، وسد «يوسف بن تاشفين» 14%، وهي أرقام تبعث على القلق العميق بالنظر إلى الأهمية الفلاحية والسياحية للمنطقة.

ويعاني حوض درعة-واد نون أيضا من ضعف المخزون المائي بنسبة 34.2% (359.3 مليون متر مكعب)، مع مستويات متدنية في عدد من سدوده.

ويرى خبراء في هذا المجال، أن هذه الإحصائيات تؤكد على استمرارية التحديات المائية التي يواجهها المغرب، وتشدد على ضرورة تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية لمواجهة ندرة المياه، مثل محطات تحلية مياه البحر وربط الأحواض المائية، كما تدعو إلى تعزيز الوعي بأهمية الترشيد في استهلاك المياه في كافة القطاعات، سواء الفلاحية أو الصناعية أو المنزلية، لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية للأجيال القادمة.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 16/06/2025 على الساعة 14:47