حرارة الصيف والوسطاء يلهبون أسعار الدجاج بالمغرب.. والمستهلك في ورطة

وفي تصريح لموقع Le360، كشف مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، عن جملة من الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، مشيرا إلى أن الظاهرة ليست عابرة، بل ناتجة عن تداخل عوامل إنتاجية وتجارية ومناخية.

موجة حر تؤثر على الإنتاج

أوضح المنتصر أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة كان له تأثير مباشر على تربية الدواجن، إذ تسبب في انخفاض متوسط الوزن، حيث تراجع من 2.4 كيلوغرام إلى 1.9 كيلوغرام فقط، أي بانخفاض يناهز 25%.

هذا التراجع في الوزن يعني أن الكميات المسوقة من اللحوم تراجعت رغم ثبات عدد الدواجن، وهو ما ينعكس على العرض ويؤثر على الأسعار.

الطلب يرتفع في الصيف... والأسعار تلتهب

إلى جانب العامل المناخي، ساهم الارتفاع الموسمي في الطلب في دفع الأسعار نحو مزيد من التصاعد.

فمع حلول فصل الصيف، الذي يتزامن مع موسم الأعراس وعودة الحجاج، تزايد الإقبال على لحوم الدواجن، ما خلق ضغطا إضافيا على السوق، وساهم في رفع الأثمنة.

تكاليف الإنتاج تثقل كاهل المربين

من العوامل الأخرى التي أشار إليها رئيس الجمعية، ارتفاع تكلفة الأعلاف، التي تمثل المكون الأساسي في سلسلة إنتاج الدواجن.

فبينما كانت الأسعار تتراوح خلال فترة جائحة كورونا بين 3 و3.20 دراهم للكيلوغرام، فقد بلغت حاليا4 دراهم، إضافة إلى ارتفاع ثمن الكتاكيت من 3.50 إلى 5 دراهم.

الوسطاء.. حلقة غامضة في سلسلة الأسعار

رغم الفرق الواضح بين سعر البيع في المزرعة وسعر البيع في السوق، أرجع المنتصر هذا التفاوت إلى ما وصفه بـ« دور الوسطاء » الذين يرفعون الأسعار بشكل غير مبرر في سلاسل التوزيع، مؤكدا أن هذه الحلقة تظل السبب المباشر في التباين الكبير الذي يلاحظه المستهلك بين مناطق مختلفة.

ضريبة القيمة المضافة تزيد الطين بلّة

وأضاف المتحدث أن قطاع الدواجن لا يستفيد من الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة (TVA)، ما يجعل أسعار البيع للمستهلك أعلى من المستويات المعقولة.

واعتبر أن هذا الأمر من بين المطالب الأساسية للمهنيين، إذ من شأنه تخفيف العبء عن المواطنين وتحقيق توازن أكبر في السوق.

فعالية لجان المراقبة على المحك

ورغم اختلاف الأسعار بين منطقة وأخرى، فإن فعالية لجان مراقبة الأسعار والجودة ما تزال محل تساؤل، في ظل استمرار موجة الارتفاعات، ما يزيد من الضغوط اليومية على الأسر المغربية.

ويبدو أن أسعار لحوم الدواجن، رغم كونها من المواد الأساسية في الاستهلاك اليومي، لا تزال رهينة عوامل مناخية واقتصادية وهيكلية، تجعل من التحكم فيها تحديا حقيقيا للفاعلين في القطاع وللسلطات المعنية على حد سواء.