على بعد 71 كيلومترا من مدينة سطات تقع جماعة عين البلال التي كانت أراضيها إلى زمن غير بعيد خصبة تنضح بالماء والحياة والخضرة. اليوم اختفى هذا المنظر وأصبح المشهد في المنطقة يبدو قاحلا موحشا؛ فالمياه التي كانت تمتد على مساحات واسعة تراجعت تاركة خلفها أراضي متشققة وجافة، يتناثر فيها التراب والغبار تحت حرارة الشمس الحارقة.
وقالت سامية آيت عمر، رئيسة مصلحة التواصل والتعاون بوكالة الحوض المائي لأم الربيع إن سد المسيرة الذي يُعدّ من أهم السدود في المغرب وثاني أكبرها بعد سد الوحدة بسعة تبلغ 2.7 مليار متر مكعب، أصبح في السنوات الأخيرة يعيش وضعا مقلقا نتيجة انخفاض نسبة الملء إلى أقل من 2 في المائة، مؤكدة في تصريح لـ Le360 أن هذا الجفاف الحاد على أثر بشكل واضح على المنظومة البيئية والاقتصادية في جهة الدار البيضاء – سطات، إذ انخفضت كميات المياه المخصصة للشرب والسقي، وتضررت الأراضي الزراعية التي كانت تعتمد على مياه السد لتغذية محاصيلها.
وذكرت المتحدثة أن الواردات المائية المسجلة في السد خلال هذه الفترة بلغت 89 مليون متر مكعب مسجلة عجزا يقدر بـ70 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة عادية.
سعيد بوشريط
لمواجهة هذه الوضعية المقلقة، تضيف المتحدثة، اتخذت وكالة الحوض المائي لأم الربيع إجراءات استعجالية هدفها تقوية التزويد بالماء الشروب بالمنظومة المائية لسد المسيرة من خلال مشاريع من بينها مشروع الربط بين حوض سبو وأبي رقراق، يمكن حاليا من تحويل صبيب مائي يبلغ 15 متر مكعب في الثانية انطلاقا من سد المنع نحو سد سيدي محمد بن عبد الله، مؤكدة: « المشروع يشكل خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي على المستوى الوطني ».
ولفتت المتحدثة إلى « مشروع الربط بين المنظومتين المائيتين لشمال وجنوب الدار البيضاء لتقوية تزويد من الماء الصالج للشرب انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله وبالتالي تخفيف الضغط على سد المسيرة »، بالإضافة إلى « مشروع تحلية مياه البحر لمدينة آسفي والجديدة والذي يساهم في تقوية تزويد عدد من المناطق بالماء الصالح للشرب ». كما عمدت وكالة الحوض المائي لأم الربيع من تقليص الطلقات المائية للسد من 5 و6 مليون متر مكعب خلال 15 يوما على الأقل عوض 7 مليون متر مكعب في الأسبوع.




