ربورتاج: فصل الشتاء.. هل يؤثر غلاء الأسعار على تجارة القطاني بفاس؟

سوق القطاني بفاس

في 01/12/2024 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 01/12/2024 على الساعة 15:00

فيديوتواصل أسعار القطاني، التي عادة ما تشهد إقبالا واسعا خلال فترة الشتاء من كل سنة، ارتفاعها في السوق المغربية، نظرا للمستوى الذي بلغته تلك المنتجات في السوق العالمية حيث تنحو بشكل يومي منحنى تصاعديا، ومن المتوقع أن تسمر في الزيادة، نظرا لعدم استقرار السوق العالمية، التي يتعامل معها المغرب.

ووفق ما استقته كاميرا Le360، في جولة بسوق الجملة للحبوب والقطاني بمدينة فاس، فإن أسعار القطاني تشهد زيادة طفيفة تتراوح بين درهمين إلى ثلاثة دراهم في أغلب المنتجات، مقارنة بالأسعار التي كانت متداولة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، حيث يبقى الإقبال على المنتجات «معقولا» حسب المهنيين, بينما تتوفر البضائع بجودة مختلفة.

وفي هذا السياق، أوضح محمد السباعي، بائع للحبوب و القطاني، في تصريح لـLe360، أن أزيد من 80 في المائة من المنتوجات المتواجدة في الأسواق المغربية، هي مستوردة من دولة كندا وأستراليا وتركيا ومصر، ومن بين السلع المتوفرة بالسوق، يجد العدس الكندي و الأرز والفول المصري، حيث يعتبر العدس أساسياً في المطبخ المغربي، إذ يتراوح سعره الآن بين 15 إلى 18 درهماً للكيلوغرام، وهو ثمن مناسب في السوق الحالي.

ويشير محمد السباعي إلى أن سعر الفاصوليا يتراوح بين 17 و20 درهم للكيلوغرام. وبخصوص الفول، فإن معظمه يأتي من دولة مصر، ويشمل نوعيات مختلفة، منها الفول «الغليظ» المميز. ويظل الأرز الأصفر مطلوباً بشكل خاص، حيث أصبح أكلة شعبية عند المغاربة، «لكن تكاليفه الجمركية المرتفعة تُثقل كاهل المستهلك»، على حد تعبيره.

كما أوضح السباعي أن الحمص المحلي متنوع من حيث الجودة والسعر، بأسعار متفاوتة تبدأ من 20 دراهم إلى 22 درهماً حسب الجودة، وهو منتج محبوب ولكنه يواجه تحديات في التسعير بسبب التكاليف.

وفي هذا السياق، دعا السباعي وزارة الفلاحة إلى اتخاذ إجراءات لتخفيف الرسوم الجمركية على بعض منتجات القطاني، بهدف تخفيض الأسعار ودعم القدرة الشرائية للمواطنين التي أصبحت عاجزة أمام أبسط المتطلبات.

وفي ما يتعلق بالإقبال، أشار محمد السباعي إلى أن السوق قد يشهد انتعاشاً إذا ما تحسنت الظروف المناخية وتساقطت الأمطار، حيث يتوقع أن يزيد الطلب على القطاني مع برودة الطقس، داعيا الجهات المعنية إلى دعم أسعار المواد الأساسية لتكون في متناول الجميع، مشيراً إلى أن تخفيض التكاليف الجمركية سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.

بالمقابل، أشارت بشرى المهدي، رئيسة مصلحة الحماية الاجتماعية والاحصائيات بالمديرية الإقليمية للفلاحة بفاس، في تصريح مماثل، إلى أن زراعة القطاني بعمالة فاس تحتل المرتبة الثانية على الصعيد الجهة، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى المساحة.

وأكدت المتحدثة أن التساقطات المطرية الآخيرة شجعت فلاحي الجهة على تسريع وثيرة الزرع، حيث وصلت المساحة المزروعة لحدود اللحظة إلى ما قدره 40300 هكتار، سواء الحبوب أو القطاني أو المزروعات العلفية، كما تمثل زراعة القطاني، التي تدخل إطار الدورة الزراعية، 3500 هكتار التي زرعت لحد الآن من برنامج 23000 هكتار للموسم الحالي.

و تجدر الإشارة إلى أن جهة فاس-مكناس تتميز بتنوع المناخ والبيئة الطبيعية وخصوبة التربة، فضلاً عن توافر موارد كبيرة من المياه الجوفية والسطحية، إذ توفر هذه الإمكانات إطارا مناسبا للاستثمار وتعزيز مجموعة متنوعة من قطاعات الإنتاج الفلاحي، حيث أصبحت ثالث حوض إنتاج على المستوى الوطني، بمساحة صالحة للزراعة تبلغ حوالي 1,3 مليون هكتار، منها ٪15 مسقية وديناميكية صناعية وزراعية مهمة حول سلاسل الإنتاج، مثل الحليب وشجر الزيتون والحبوب.


تحرير من طرف يسرى جوال
في 01/12/2024 على الساعة 15:00, تحديث بتاريخ 01/12/2024 على الساعة 15:00