ومن أجل استقبال أزيد من 14 ألف مشارك في هذا الحدث المالي العالمي الكبير ينتمون لـ 190 دولة، عبأ المكتب الوطني للمطارات وسائل لوجستية وبشرية هامة. ويتعلق الأمر بعملية إعداد مكثفة تروم ضمان نجاح هذا الحدث العالمي، مع تمكين ضيوف المملكة من اكتشاف نوعية الضيافة المغربية ودفء الترحيب.
وفي التفاصيل، تعبأ المكتب الوطني للمطارات بمعية كافة شركائه للترحيب بالفاعلين في عالم المال في أفضل ظروف السلامة والأمن وجودة الخدمات، لكي تتم تجربة السفر لهؤلاء المشاركين على أفضل طريقة ممكنة.
كما تم إيلاء عناية خاصة للإعداد وللتدبير الجيد لمسارات المسافرين والأمتعة والطائرات ولأشغال تحسين وتجديد البنيات الأساسية المطارية، وتلك المتعلقة بالطيران وتحسين الولوجيات.
وفي هذا الصدد، قال عبد الحق مزور مدير مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الاستعدادات لاستقبال المشاركين في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بدأت منذ ثلاثة أشهر من خلال سلسلة اجتماعات مع كافة الشركاء المعنيين.
وتابع أنه عقب هذه الاجتماعات، تم وضع مخطط عمل يروم في مجمله توفير استقبال الحار لمختلف ضيوف هذا الحدث العالمي، مضيفا أن المسار بالنسبة للمشاركين تم تصميمه لضمان انسيابية مرور الضيوف قدر الإمكان، وذلك من خلال توفير شبابيك للشرطة خاصة بهم، وتمكينهم من تسلم أمتعتهم.
وبشأن عملية التوجيه، تم وضع مكاتب مساعدة رهن إشارة ضيوف هذا الحدث بالإضافة إلى منظومة تشوير مبسطة من أجل توجيه سلس للمسافرين؛ كما جاء على لسان مزور، الذي لفت إلى أنه عند الخروج من المطار، تقوم عدد من الفرق بتوجيه المشاركين في الحدث، من أجل أخذ الطريق البري صوب مدينة مراكش.
وأشار مدير مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى أنه يتم أيضا العناية، من قبل فرق المطار، بالضيوف الذين يستكملون رحلاتهم عبر النقل الجوي، حيث يتم استقبالهم وتوجيههم صوب المحطة الداخلية من أجل استكمال السفر عبر الرحلات المعنية، مشيرا إلى أنه بهذه المناسبة، تم افتتاح صالات كبار الزوار بالمطار مع تهيئتها وتجديدها.
وهكذا، وضع المكتب الوطني للمطارات، بالتنسيق مع مختلف الشركاء والمتدخلين داخل المطار، منظومة متكاملة لضمان حسن سير هذه العملية في أفضل ظروف الاستقبال والراحة، وهو ما يجعل المطار وجهة في حد ذاته.
وبخصوص الموارد البشرية، تم تعزيز أعداد أعوان التوجيه والمساعدة على طول مسار المسافرين وتوفير مرشدين يمكن التعرف عليهم من خلال زيهم الرسمي.. وتتمثل مهمتهم في مساعدة المسافرين وإحاطتهم علما بمختلف الخدمات المقدمة لهم.
وتم تحسيس هذه الفرق لتقديم المساعدات اللازمة عند الحاجة؛ كما تم تعزيز أعداد العاملين بمختلف مراكز المراقبة الحدودية؛ فضلا عن تعزيز الكوادر الطبية والموارد البشرية على مستوى الوحدة الطبية والمراقبة الصحية عند الحدود.
وعلى مستوى انسيابية مرور المسافرين، جرى إعادة تنظيم المساحات لتجنب حالات الاكتظاظ مع إعطاء الأولوية لاستقبال المشاركين في مسارات وشبابيك خاصة؛ إضافة إلى التدبير الذكي لأمتعة المشاركين بالتعاون مع شركات المناولة في مجال الخدمات الأرضية، وذلك عبر الرفع من القدرة التشغيلية للأحزمة الناقلة للأمتعة وتقليص الوقت الزمني الذي يستغرقه تسليم الأمتعة؛ ثم توفير عدد كاف من عربات الأمتعة وضمان إعادة تدويرها بشكل مستمر؛ وتوفير مناطق انتظار إضافية.
على صعيد خدمات المطار ووسائل الراحة، تم اقتراح خدمات متنوعة تغطي بشكل خاص جميع وسائل الراحة والمحلات التجارية ( المطاعم والمقاهي وأكشاك الصحف والصيدليات ومكاتب بنكية للصرف ...) حتى في ساعات متأخرة، علاوة على تقوية شبكة الأنترنيت( Wifi ) وتوفيرها بشكل مجاني لتمكين المسافرين من تصفح سلس عبر الشبكة العنكبوتية.
وبشأن الإرشاد والاتصال، تم وضع منظومة متكاملة لاستقبال المسافرين ( مقاطع فيديو ترحيبية، شاشات للعرض، ملصقات، …)؛ وإنشاء مكاتب إرشاد تديرها فرق مهنية لتزويد المسافرين بمختلف المعلومات؛ إضافة إلى منظومة تشوير مبسطة لتوجيه سلس للمسافرين.
كما جرى إنشاء العديد من مكاتب الاستقبال مزينة بألوان الحدث لتسهيل توجيه المسافرين؛ وتعزيز نظام الإرشاد عبر جميع وسائل الاتصال المتاحة (شاشات عرض المعلومات، نظام الإعلام الصوتي، تشوير أرضي ...)؛ مع توفير خدمة خاصة للمساعدة على تسلم الأمتعة.
أما بخصوص صالات كبار الزوار ( VIP )، تم تطوير قاعات استقبال خاصة بهم ( 4 قاعات بين الوصول والمغادرة بالمحطتين الجويتين)، من أجل خلق مساحات خاصة جميلة ومريحة تمكن هذه الفئة من المسافرين من تجربة رائعة وفقا لأعلى المعايير.
وفي ما يتعلق بطيران رجال الأعمال، أولى المكتب الوطني للمطارات اهتماما خاصا للمشاركين الذين يصلون عبر الرحلات الجوية للطيران الخاص لرفع مستوى جودة الخدمات المقدمة لهم، وإعطاء أفضل انطباع لمختلف الزوار الدوليين المتوقعين.
في هذا السياق، اتخذت لهذا الغرض عدة إجراءات منها تجديد وتحسين جميع مناطق الاستقبال من خلال تزويدها بموارد بشرية ومادية إضافية؛ وإنشاء وحدة تجربة الزبائن للاستجابة لطلبات الزوار.