مناظر تاريخية ساحرة.. أشغال ترميم «حصن الفتح» المطل على المحيط الأطلسي تصل مراحلها النهائية

أشغال ترميم «حصن الفتح» المطل على المحيط الأطلسي بمدينة العرائش

في 01/12/2025 على الساعة 14:47

فيديوتتواصل أشغال ترميم برج السعديين أو حصن الفتح المطل على المحيط الأطلسي، بمدينة العرائش، تحت إشراف مباشر لعمالة العرائش، حيث فاقت نسبة الأشغال الجارية حوالي 80 بالمائة، وهو ما يؤشر على قرب نهايتها بهذه المعلمة التاريخية.

وهمت الأشغال، بشكل أساسي، عددا من جوانب البرج التاريخي، الذي ينتظر افتتاحه أمام السياح والزوار العام المقبل 2026، بعد تحويله لواحد من فضاءات الذاكرة التاريخية لمدينة العرائش.

وتجري الشركة المكلفة بالترميم أشغالا داخلية موسعة، تخص، أساسا، الربط بالماء والكهرباء، إضافة إلى تجهيز فضاءات متعددة بالبرج، الذي سيتحول لنقطة جذب واستقطاب، باعتباره فضاءً تاريخيا موجها للسياحة الثقافية.

ومن المنتظر أن يتم إنشاء مركز التعريف بالتراث لمدينة العرائش، إلى جانب فضاء عرض دائم ومؤقت حول تاريخ المنطقة والتراث المادي واللامادي للمدينة.

وقطعت أشغال الترميم أشواطا هامة بفضاء حصن الفتح التاريخي، الذي شُيّد في عهد السلطان ناصر الوطاسي، وعرف تغييرات شاملة في عهد أحمد المنصور الذهبي، عقب نهاية معركة وادي المخازن التي دار رحاها بضواحي القصر الكبير.

وستنفض الأشغال القائمة الغبار عن هذه المعلمة التاريخية بالعرائشK والتي ظلت عُرضة للإهمال والنسيان لعقود من الزمن، حيث تآكلت جدرانها وتصدّعت، خصوصا في العشرين سنة الأخيرة، ما كان يهدد بزوال المعلمة.

ويعتبر حصن الفتح السعدي من أبرز تجليات التراث الثقافي المادي المغربي، وشاهد مادي على معركة وادي المخازن المجيدة عام 1578م، إذ إن السلطان المنصور الذهبي، عقب انتصاره في تلك المعركة، أمر بتوسيع الحصن اعتمادا على سواعد الأسرى، وهو من أطلق عليه اسم حصن الفتح تيمنا بالفتح العظيم.

ويؤكد المؤرخون المغاربة والأجانب أن الحصن شُيّد في عهد السلطان ناصر الوطاسي، وفي عهد أحمد المنصور الذهبي عرف تغييرات بعد معركة وادي المخازن، وقد اختير موقع بنائه على الواجهة البحرية لمدينة العرائش، حيث كان قبل أن يتّخذ شكله الحالي، قلعة وطاسية في أواخر القرن الخامس عشر، وفي عهد السعديين تم توسيعه وجُعل قلعة محصّنة.

وخلال القرن السابع عشر، بعد احتلال إسبانيا للعرائش من 1610 إلى 1689، شهد حصن الفتح تغييرات بنيوية، وسمّاه الإسبان بـ«سان أنطونيو»، وفي القرن الثامن عشر شهد الحصن ترميمات في عهد محمد بن عبد الله، حيث أضيفت إليه تسع قباب وسمي بـ«حصن القبيبات».

تحرير من طرف سعيد قدري
في 01/12/2025 على الساعة 14:47