في ضواحي أزيلال، وبالضبط بمنطقة الشرفاء ومنطقة أرفالة بالطريق المؤدية من أولاد اعياد إلى أيت أعتاب، تنتصب عشرات من الصناديق المخصصة لتربية النحل في عدد من الحقول المجاورة للقرية وبجبال أرفالة حيث يربى النحل بشكل يومي، وهو أمر معتاد بالمنطقة التي يصل إليها أيضا عدد من مربي النحل من شمال وجنوب المغرب لتميزها بغنى الأعشاب الطبيعية والنباتات المتنوعة.
وفي هذه الطريق الوطنية، تنتشر أيضا عدد من الأكواخ والمحلات الخاصة ببيع أنواع من العسل المعروف والشهير بالمنطقة، وغالبيته عسل الزقوم والزعتر وأنواع أخرى بأثمنة تتراوح ما بين 150 درهم و400 درهم للتر الواحد.
ويتحدث بعض النحالة من سكان المنطقة، في تصريحات لـLe360، أن عسل أرفالة ودوار الشرفاء والدواوير المجاورة من بين الأنواع المعروفة والشهيرة بجودتها، وهو ما دفع بالعديد من الفلاحين بالمنطقة إلى العمل على تنويع الإنتاج أملا في الحصول على منتوج جيد خصوصا في فصل الصيف حيث يكثر الاقبال.
وقبل الوصول إلى الجبال المطلة على أيت اعتاب، تتراءى لك مئات من صناديق تربية النحل، التي يحرسها عدد من الأشخاص وبعض أصحاب المناحل، الذين يحاولون بجهود ذاتية تنويع مصدر قوت النحل وسط الأشجار والنباتات، وخصوصا مكان انتشار نبتة الزقوم والزعتر التي تأثر نموها بالجفاف، وهي التي يتغذى عليها النحل بالمنطقة.
وكشف أحد النحالة، وهو يقف قرب صناديق متراصفة ويحيط بها النحل من كل الجهات في حقل بمنطقة ارفالة: «بعد شهر ماي الماضي، بعض النحالين يأتون بمناحلهم هروبا من الجفاف الذي يضرب مناطقهم، حيث تقل النباتات التي يتغذى عليها النحل، باتجاه هذه المناطق الجبلية الآمنة والتي توفر نسبيا غذاء النحل من نباتات الزقوم والزعتر وكذا كل ظروف إنتاج العسل ذي الجودة العالية...».
وأشار آخر في تصريحه إلى أنه يعمل في مهنة تربية النحل وصناعة العسل منذ ثلاثة عقود تقريبا، وعشقه لهذه المهنة دفعه إلى الاستدانة إعادة بناء منحل متواضع لأجل صناعة العسل ولو بشكل بسيط في بادئ الأمر، لكنه مؤمن بانه سوف يستعيد ما خسره يوما ما، رغما عن الظروف المناخية التي تعرفها المنطقة.
ويحاول النحالة بمنطقة أرفالة تسويق إنتاجهم من عسل الزقوم والزعتر برغم من قلة الإمكانيات، ويتشكل زبنائهم من الزوار والسياح المتوجهين إلى شلالات أوزود وكذا من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، آملين في قادم الأيام أن يولي المسؤولون بالمنطقة اهتمامهم بجودة عسل منطقتهم وبمجهوداتهم الجبارة للحفاظ عليها، عبر تقديم يد المساعدة إليهم ودفعهم إلى إنشاء تعاونية خاصة لتسويق جيد لعسل تشتهر به أرفالة بإقليم أزيلال.