وحسب تفاصيل هذه الاتفاقية، فإن هذه المذكرة تعد الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية. إذ ستمكن من تطوير المستحضرات الصيدلانية في إطار منظمة تطوير العقود والتصنيع، وكذا التجارب السريرية التي تجرى في إطار منظمة البحوث التعاقدية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي بهدف تسريع الابتكار وتطوير الأدوية، بما في ذلك العلاجات المضادة للسرطان.
وفي هذا الصدد، قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، في تصريح لـ Le360، إن هذه البادرة تعد الأولى من نوعها في المغرب، وذلك في إطار التوصيات الملكية على السيادة الصحية والدوائية، حيث أن هذه الاتفاقية التي أبرمت مع عدة شركاء مغاربة وأوروبيين وأمريكيين تهدف إلى خلق تصور متكامل وشامل يبدأ من ابتكار الدواء والأبحاث العلمية حوله، ثم إلى صناعة الدواء وتسويقه في إطار مندمج.
وأوضح وزير الصحة أن هذا التصور بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي سيمكن من من تقليص المدة الزمنية للبحث عن الدواء وتكوينه من 10 سنوات إلى أجل أقصاه سنة أو سنتين. هذا الأمر سيتيح مواكبة حاجيات المواطنين والمرضى من بعض الأدوية الخاصة، لاسيما تلك المتعلقة بالسرطان.
بدوره، أفاد توفيق مشرف، الكاتب العام لوزارة الصناعة والتجارة، أن مذكرة التفاهم ستمكن من تطيور أول منظومة مغربية وإفريقية موجهة إلى المستحضرات الصيدلانية والتجارب السريرية المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، حيث ستسرع من الابتكار وتطوير الأدوية الموجهة لبعض الأمراض، وهو ما يعتبر قفزة نوعية في مجال البحث الطبي والصيدلاني.
وعلى هامش حفل توقيع هذه المذكرة، تم الإعلان عن الافتتاح الرسمي لشركة Axess Pharma، وهي شركة فرعية لشركة « سوطيما » وتابعة لها بنسبة ٪100، كما تعتبر جزء لا يتجزأ من نظام الشركة التي تعمل على تطوير العديد من الأدوية المستخدمة في علاج الأورام.
وفي هذا السياق قالت لمياء التازي، الرئيس التنفيذي لشركة « سوطيما »، في تصريح لـ Le360، إن اليوم يشهد تدشين شركة Axess Pharma المتخصصة في صناعة أدوية السرطان، حيث أكدت أنه من خلال هذا المصنع سيتم استعمال آخر التكنولوجيات في مجال الأدوية على المستوى المحلي والقاري.
للإشارة فإن أنهذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تندرج في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، الذي يعتبر السبب الثاني للوفاة في المغرب، وذلك من خلال تقليل التكاليف التي تتحملها صناديق الدولة وتلك التي يتحملها المرضى.
كما تشكل فرصة لخلق مئات من فرص الشغل بين الباحثين الإكلينيكيين والصيادلة والمختصين والمهندسين والتقنيين ذوي المؤهلات العالية، كما تأتي هذه الشراكة في إطار مشاريع التنمية الصناعية التي أطلقتها وزارة الصناعة والتجارة تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية التي تهدف إلى تعزيز المغرب كرائد قاري في مجال صناعة الأدوية والأجهزة الطبية وتحقيق السيادة الصناعية من خالل تعزيز برنامج «صنع في المغرب».