ورصدت كاميرا Le360 عددا من أحياء المدينة تضم طرقات مهترئة مليئة بالحفر وغياب للنظافة وحاويات أزبال في المستوى، فضلا عن افتقارها لمرافق سوسيو-ثقافية وتأخر كبير في اتمام أشغال مركب ثقافي لسنوات طوال، فضلا عن احتلال فاضخ للملك العمومي وغياب للمقابر لدفن أموات المسلمين وعدم صيانة المساحات الخضراء المتوفرة على قلتها وغيرها.
وأوضح رشيد بوزيت، الفاعل الجمعوي بالمنطقة، أن سكان إنزكان باتوا ملزمين بالبحث عن مقابر خارج نفوذ جماعة إنزكان خاصة بالدشيرة وأيت ملول لدفن أمواتهم هناك بعدما امتلأت مقابر إنزكان عن آخرها واضطر عدد من المواطنين إلى دفن أمواتهم بممرات ما بين القبور ما جعل هذا المرفق الحيوي الهام يعرف اكتظاظا رهيبا أمام تجاهل للمجلس الجماعي لمطالب السكان بضرورة إيجاد وعاء عقاري جديد لإنهاء هذه الأزمة.
وأضاف المتحدث، في تصريح مماثل، أن المدينة تعاني أيضا من إشكالية توطين الأسواق، حيث تم توطين هذه الأخيرة في المنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة والمنافذ قليلة وغير متاحة لضمان سلاسة النقل والتنقل علاوة على التأخر المسجل في مشروع القنطرة المؤدية إلى لمزار وكذا العرض الصحي الضعيف، حيث تتوفر المدينة التي تضم كثافة سكانية كبيرة جدا على مستشفى وحيد ومركزين صحيين فقط.
وأكد الفاعل السياسي أن المدينة تتوفر على موارد مالية ضخمة لكن ذلك يقابل بغياب شبه تام للبنيات التحتية اللازمة على غرار تحويل قاعة متعددة الاختصاصات إلى مأوى للمشردين عوض أن تؤدي دورها المنوط بها، خاصة في ما يتعلق بأنشطة الشباب والأطفال، بالإضافة إلى تأخر كبير في أشغال تشييد مركب ثقافي بالمنطقة حيث بدأت الأشغال منذ سنة 2011 وإلى حدود اليوم لم تنتهِ بعد وهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما يحصل.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن حصيلة المجلس الحالي، الذي يسيره حزب التجمع الوطني للأحرار، تركزت بالأساس على القرار الجبائي المتعلق بالمرابد وسوق الجملة والمجزرة يستفيد منها شخص واحد، على حد قوله، ناهيك عن غياب تام لملاعب القرب على سبيل المثال حي الجرف، حي الرمل، حي تراست، ما يجعل شباب المدينة يبحثون عن ملاذ سائغ لممارسة هواياتهم الرياضية بأكادير والدشيرة وغيرها من المناطق المجاورة.
ولعل ما يؤكد كلامنا، يقول بوزيت، ما حصل للطفل أحمد الذي عُثِر عليه ميتا داخل بئر عميقة بالمحاذاة مع مصب وادي سوس حيث كان برفقة صديق له للسباحة في تلك المنطقة الخطِرة نتيجة افتقاد المدينة لمسبح يحتضنهم ويوفر لهم الظروف الملائمة لممارسة هوايتهم هاته، منبها أيضا إلى غياب المساحات الخضراء والحدائق التي يفترض أن تتوفر على نطاق واسع باعتبارها أحد المتنفسات الهامة داخل أي مدينة.
ودعا بوزيت السلطات الإقليمية إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل تطوير مدينة تنتظرها المشاركة في تنظيم استحقاقات كبرى على غرار نهائيات كأس العالم وكذا استقبال زوار هذه التظاهرة العالمية إضافة إلى كأس إفريقيا، حيث من المنتظر أن تعرف المنطقة توافدا كبيرا للزوار القادمين من بلدان إفريقية عريقة كرويا على غرار مصر.
بالمقابل، أوضح محمد جموع، نائب رئيس المجلس الجماعي لإنزكان، أن إشكالية المقبرة إشكالية قديمة، حيث لم تتخذ إجراءات استباقية لتفادي الوقوع في هذا الاكتظاظ الذي تشهده المقبرة في الوقت الحالي، مؤكدا أن المجلس الجماعي اليوم، وفي إطار مجموعة التضامن السوسية التي تضم أربع جماعات تساهم كل واحدة بقدر مالي لمعالجة هذا الإشكال وهو ما تم حيث رصد ما يناهز 50 هكتارا بنفوذ جماعة أيت ملول ليكون محتضنا لأموات الإقليم وستوفر الجماعة سيارتين لنقل الأموات لتسهيل التنقل على ذوي الموتى.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أنه في ما يخص توطين الأسواق فقد، عملت الجماعة على تأهيل عدد كبير منها من قبيل إيواء تجار الدواجن والباعة الجائلين بسوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفي سوق الحرية وتهيئة أسواق أخرى لتتوفر بذلك المدينة على أسواق في المستوى المطلوب باعتبارها قطبا تجاريا كبيرا بجهة سوس ماسة وبالمغرب عموما.
وفي ما يتعلق بمسألة غياب القاعات السوسيو ثقافية ورياضية، أشار النائب الرابع لرئيس المجلس الجماعي لإنزكان، إلى أن الجماعة برمجت تشييد قاعة بنحو مليون درهم بملعب زعيطيط بتراست وتأهيل قاعة أخرى بوسط المدينة، كما تم إحداث ملعب قرب بساحة السعادة وأخرى صغيرة وملاعب بالضفة وملاعب متعددة الاختصاصات تضم رياضات متنوعة وملعب الخياط في إطار اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية.
وبخصوص ملعب إيدر بوهيا، يقول جموع، فقد شارفت الأشغال على نهايتها حيث كانت الجماعة قدر رصدت له ما يناهز 900 ألف درهم في البناء في ما تجهيزه سيتم من طرف وزارة الثقافة، أما في ما يخص المسابح فالجماعة تتوفر على مسبح بالحي الحسني كما سيتم تشييد مسبح جديد نصف أولمبي رصدت له تكلفة 1.5 مليون درهم.
وأشار الفاعل السياسي ذاته إلى أن القرارات الجبائية يتم اتخاذها بناء على القانون 47.06 الذي يحدد كيفية تحصيل مداخيل الجماعة، ولابد من دراسة شاملة للقرار الجبائي لتحقيق عدالة جبائية عموما بإنزكان، يضيف المتحدث، مشيرا إلى أن قنطرة النخيل التي يتساءل البعض عن سر تأخر الأشغال فيها فهي شارفت على الانتهاء حيث يتم حاليا تزفيتها، مشددا على أن المجلس الجماعي ساهم فيها إلى جانب عدد من الشركاء الرئيسيين (جهة سوس-ماسة، جماعة أيت ملول، المجلس الإقليمي) بما يناهز مليار سنتيم (10 مليون درهم).
العرض الصحي، يقول جموع، هو أيضا في صلب اهتمامات المجلس الجماعي، إذ تم تأهيل مستوصفين بكل من حي تراست وحي الجرف وإحداث آخر بحي الرمل وإعادة بناء مستوصف بتكانت تراست، فضلا عن عقد اتفاقية شراكة ما بين جماعة إنزكان وجماعات الإقليم (الدشيرة، القليعة، أيت ملول) بموجبها سيتم تشييد مستشفى كبير بأيت ملول للاستجابة للطلب المتزايد للمواطنين على القطاع الصحي ولتجويد هذه الخدمة الحيوية.



