أسئلة كثيرة طفت على السطح بمجرد وصول الدفعة الأولى من الأبقار البرازيلية إلى ميناء الجرف الأصفر، متم شهر ماي الماضي، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لهذه الأبقار اللاتينية غير المألوفة لدى المغاربة، وبات الحديث في الفضاء الافتراضي يتركز فقط حول جودة هذه الأبقار ومدى مطابقتها للمعاير الصحية.
خصائص ومميزات السلالات البرازيلية المُستوردة
الأبقار المستوردة من من ولاية «بارا» البرازيلية إلى المغرب هي من سلالة «نيلور» بالإضافة إلى سلالة أخرى هجينة بين «نيلور» و«أنڭيس»، وهي أنواع تعرف إقبالا كبيرا في الأسواق العالمية؛ إذ أن البرازيل تصدر سنويا نحو مليون رأس من هذه الأبقار، فضلا عن 2,4 مليون على شكل لحوم.
في هذا الصدد، أوضح الدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، في تصريح لـ Le360، أن الأبقار من سلالة «أنڭيس» تعد من بين أفضل الأنواع، تليها تلك المهجنة بين «نيلور» و«أنڭيس»، ثم تأتي الأبقار من سلالة «نيلور»، مؤكدا أن كل هذه الأنواع تمتاز بلحوم ذات جودة جيدة، لا سيما «أنڭيس».
بخصوص سلالة «نيلور» التي تشكل النسبة الأكبر من الواردات البرازيلية، أفاد متحدثنا أن هذا النوع من الأبقار مقاوم للأمراض نظرا لسماكة جلده؛ وهو ما يمنع الحشرات الإستوائية من إصابتها بالأوبئة المنتشرة في المناطق المدارية. علاوة على القدرة الكبيرة لهذا النوع على تحمل جل الظروف المناخية.
وتبقى لحوم سلالة «نيلور» ذات جودة عالية؛ كونها من المواشي التي ترعى في الأعشاب والحقول على طول السنة، على عكس نظيرتها التي تربى وتعلف في الإسطبلات.
عملية مراقبة صارمة للأبقار المستوردة
تخضع الأبقار المستودة من الخارج لعملية المراقبة من طرف الأطباء البياطرة التابعين للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا» بالبرازيل، وكذا بعد دخولها التراب الوطني، إذ تخضع لكافة التحاليل اللازمة وذلك للحرص على سلامة هذه الأبقار وخلوها من الأمراض.
وكانت بعثة من الأطباء البياطرة المغاربة من مكتب «أونسا» قد سافرت إلى البرازيل في دجنبر من السنة الفارطة، لفحص المواشي والوقوف على مدى صحتها وسلامتها الصحية قبل اقتنائها.
تطمينات حكومية
أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن الأبقار المستوردة من البرازيل من الأصناف الممتازة ويتم تسويقها بمجموعة من الدول، مبرزا أن خيار استيراد الأبقار من الخارج جاء من أجل الحفاظ على أسعار اللحوم الحمراء، وحماية القطيع الوطني المخصص للذبح.
كما طمأن وزير الفلاحة المواطنين بشأن صحة المواشي المستوردة؛ كون المغرب يتميز بنظام صارم للمراقبة الحيوانية، مؤكدا أن جودة لحومها جيدة ومعروفة على الصعيد الدولي، لا سيما سلالة « نيلور » التي تعتبر من بين أجود أنواع الأبقار على مستوى العالم.
وأبرز صديقي أن أسعار لحوم الأبقار البرازيلية تتراوح ما بين 65 و67 درهم عند الخروج من المجزرة، وأن المملكة ستستورد 3 آلاف رأسا إضافية من الأبقار البرازيلية.
تدابير حكومية لخفض أسعار اللحوم في الأسواق المحلية
لإطفاء لهيب أسعار اللحوم، عمدت الحكومة المغربية إلى اتخاذ حزمة من التدابير الاستعجالية؛ حيث قررت إعفاء المستوردين من الضريبة على القيمة المضافة إلى غاية 31 دجنبر المقبل، وذلك من أجل تسهيل تزويد وتموين السوق الوطنية بحاجياتها من الأبقار الموجهة للذبح بشكل سريع.
فضلا عن حرص اللجان المشتركة لوزارات الداخلية، والفلاحة، والصناعة، والمالية، على التتبع اليومي للأسواق ومراقبة الأسعار والجودة، واتخاذ كل الإجراء ات اللازمة لسد حاجيات الطلب الوطني.
وكانت أسعار اللحوم الحمراء قد وصلت في الأسابيع الأولى من شهر مارس الماضي إلى 100 درهم للكيلوغرام الواحد، قبل أن تشهد الأثمان تراجعا بعد انخفاضها بمتوسط ثمن يقدر بـ 15 درهما؛ حيث يتم تسويقها في محلات الجزارة بالتقسيط بـ 85 درهما للكيلوغرام.
