أبرز محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في تصريح لـ le360، أن هذه التساقطات هي جد مهمة، وخصوصا في مناطق شمال الأطلس، حيث كانت الكمية معتبرة، مبنيا أن ستفيد المراعي والكلأ، بالنسبة لتربية المواشي، وكذلك بالنسبة لسلاسل الانتاج الحيواني.
وأضاف المسؤول الحكومي أن هذه الأمطار مفيدة جدا للزراعات الخريفية التي توجد في تطور مهم، حيث لم تعاني من تأثيرات الجفاف، وكذلك الأمر بالنسبة للحبوب والقطاني، خاصة في مناطق سايس والشمال إلى غاية تازة.
بدوره، أكد محمد اليعقوبي، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، في تصريح مماثل للموقع، أن الأمطار الأخيرة ساهمت في بعث الروح من جديد في المساحات الخضراء بالحقول، خاصة في شمال الجهة، بعدما تحولت إلى مشاهد يابسة في عز فصل الشتاء، مما سيعزز احتياطيات المياه السطحية والجوفية، مبينا أن متوسط التساقطات المطرية المسجلة إلى حدود 31 مارس الماضي، فقد بلغ 110ملم، مقارنة بـ 100 ملم المسجلة خلال الموسم الماضي في نفس التاريخ، مضيفا أن إقليمي بركان والناظور، فقد سجلا أعلى معدل تراكمي لهطول الأمطار، بلغ 125 ملم و140 ملم على التوالي.
وأشار المسؤول الفلاحي إلى أنه من المتوقع أن تعزز هذه الأمطار من نمو الإنتاج النباتي، خصوصا الحبوب الخريفية، والبقوليات، والمحاصيل العلفية، والخضروات الربيعية، والنباتات الرعوية، وكذلك الأشجار المثمرة، التي قد تسجل مردودية إيجابية، كفاكهة الزعرور أو « لمزاح »، المتواجدة بكثرة في وادي زكزل (إقليم بركان)، والتي توجد حاليا في مرحلة النضج، بالإضافة إلى أشجار العنب واللوز والزيتون، وكذا الزراعات الربيعية، التي ستشهد نموا قويا سواء من حيث الكمية أو الجودة، « لأن هذه التساقطات المطرية جاءت في الوقت المناسب، تزامنا مع فترة استخدام الأسمدة، وعمليات إزالة الأعشاب الضارة ».
واعتبر المتحدث نفسه، أنه بالرغم من هذه المعطيات، فإن التساقطات المطرية الأخيرة لا تعني أن الوضع الهيدرولوجي قد انتقل إلى اللون الأخضر، حيث في 31 مارس الماضي، بلغت احتياطيات الحوض الهيدروليكي لمولوية 185 مليون متر مكعب، أي بمعدل ملء بنسبة 25 في المئة فقط، مقابل 22 بالمئة في نفس الفترة من السنة الماضية، مؤكدا على أنه بالرغم من التحديات المائية التي شهدتها بداية الموسم، فقد كانت هناك إنجازات لا بأس بها لبرنامج الزراعات الخريفية والشتوية، تمثلت على الخصوص، في إنجاز 35 ألف هكتار من الحبوب الخريفية، أي بنسبة 28 في المائة من البرنامج المعتمد (130 ألف هكتار)، و560 هكتار من تكثير البذور، وأكثر من 500 هكتار من القطاني، أي بنسبة 33 في المائة من البرنامج، و2689 هكتار من الزراعات السكرية، و8 ألف و200 هكتار من الزراعات العلفية، أي بنسبة 83 بالمائة من البرنامج المرتقب.
وأشار اليعقوبي أن هذه الإنجازات، تضمنت أيضا زراعة 6272 هكتارا من الخضراوات، بما في ذلك البطاطس (3833 هكتار)، والبازلاء (534 هكتار)، والبصل (290 هكتار)، والجزر (114 هكتار)، والقرع (50 هكتار)، والطماطم (112 هكتار)، والفاصولياء (660 هكتار)، مبينا أنه بالنسبة لبرنامج تطوير البذر المباشر على مستوى الجهة، والذي يهدف إلى الوصول إلى 4050 هكتار خلال الموسم الحالي، فقد بلغت المساحة المزروعة بهذه التقنية لحد الآن، حوالي 1370 هكتار، أي بنسبة إنجاز 34 بالمائة من البرنامج.
من جهة أخرى، طمأن المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق بخصوص صحة قطيع الماشية، والتي أكد على أنها مرضية، حيث تم إنجاز حملات تلقيح همت 50 ألف رأسا من الأبقار ضد الحمى القلاعية، وتلقيح 900 ألف رأسا من الأغنام، و300 ألف رأسا من الماعز، فضلا عن توزيع 50 ألف جرعة لمعالجة خلايا النحل ضد مرض « الفارواز »، لما يقارب 70 ألف خلية نحل، مشيرا إلى أنه وللتخفيف من آثار الظروف المناخية الصعبة على فلاحي وكسابي المنطقة، يتم حاليا تنزيل برنامج الحد من آثار الجفاف والتقلبات الظرفية وإعادة التوازن لسلاسل الإنتاج 2023، والذي يشمل 3 محاور.
ففي محور حماية الثروة الحيوانية ودعم سلاسل الإنتاج الحيواني المخصصة للمواشي والدواجن عبر دعم الأعلاف، فقد تم استيفاء عملية توزيع الشعير المدعم بالنسبة للشطر الأول، إذ تم توزيع 953 ألف و215.8 قنطار من الشعير، وفي طور انطلاقة عملية التوزيع (000 992 قنطار)، تم توزيع 74 ألف و632 قنطار من الشعير، إذ استفاد إلى حد الآن مربو الأبقار الحلوب من حصتين من العلف المركب (45200 و25900 قنطار)، تم توزيعها بالكامل.
وبخصوص المحور الثاني، المتمثل في حماية الرصيد النباتي ودعم سلاسل الإنتاج، عبر دعم أثمنة بعض المدخلات الفلاحية، كالبذور والأسمدة، لخفض تكلفة إنتاج، فقد تم توزيع أكثر من 88 ألف قنطار من الأسمدة الأزوتية لفائدة 8000 مزارع، ودعم مساحة 2400 هكتار من بذور الخضروات، 96 بالمئة منها همت زراعة البطاطس، مختتما تصريحه بالتأكيد على أنه من المتوقع أن تسهم الأمطار الأخيرة في تحسين المحاصيل العلفية في المناطق السقوية والبورية الجافة، مما سيساعد في التخفيف من آثار نقص المياه على الإنتاج.