وأوضح كريم أشنكلي رئيس مجلس جهة سوس ماسة، أن برنامج التنمية الجهوية يروم بلورة رؤية لتنمية جهة سوس ماسة تهدف إلى وضع المواطن في صلب الإهتمامات وجعله محور التنمية، ويعد برنامج التنمية الجهوية آلية إستراتيجية تروم تنزيل دينامية الجهوية المتقدمة التي ينهجها المغرب، حيث أصبحت الجهة أكثر من أي وقت مضى، الفاعل الرئيسي في إعداد وتنفيذ إستراتيجية التنمية الجهوية.
وأشار رئيس الجهة، في معرض تقديمه لبرنامج التنمية الجهوية، إلى أن هذه الوثيقة تسمح بتعدد الأقطاب التنموية على مستوى تراب الجهة، وتتبنى مشاريع مهيكلة ذات التأثير المباشر على إقتصاد الجهة، وأن هذا البرنامج، الذي يقدر غلافه المالي ب37.7 مليار درهم، يهدف إلى جعل الجهة ذات ريادة إقتصادية ووسطا حقيقيا للمملكة، كما أراد لذلك الملك محمد السادس، وتحقق تنمية إجتماعية تحافظ على هوياتها الثقافية وتوظف حكامة مبنية على الإبتكار والفعالية.
ويتضمن برنامج التنمية الجهوية لجهة سوس ماسة، حسب مصادر Le360، سبع محاور و23 ملف عمل يحكمها مبدأ الإنصاف بين مناطق الجهة، وإدماج السياسات العمومية مع ضمان إلتقائيتها بالمجال الترابي الجهوي، حيث تنخرط الجهة في هاته الإستراتيجيات الوطنية وتقترح مشاريع مبتكرة جديدة لتسريع التنمية الجهوية.
تشتمل هذه الوثيقة على 23 ملفا للاشتغال: محور البنية التحتية ذات التوجه الاقتصادي مما يضمن استدامة القطاعات الأساسية للاقتصاد الجهوي بغلاف مالي قدره 12 مليار درهم، ومحور دعم النسيج الاقتصادي والمقاولة وانعاش التشغيل والذي يرتكز بالأساس على دعم المقاولة والإبتكار والإقتصاد الإجتماعي بغلاف مالي قدره 1.4 مليار درهم، و محور التهيئة المجالية والذي يهدف إلى تأهيل مراكز العمالات والأقاليم ومراكز الجماعات مما يسمح بتأطير المجال وفك العزلة عن العالم القروي بغلاف مالي يقدر ب 15.4 مليار درهم.
كما تتضمن محور التنمية البيئية بغلاف مالي قدره 5.6 مليار درهم، و محور التنمية الإجتماعية بغلاف مالي قدره 2.9 مليار درهم، وكذا محور ترسيخ اللغة والهوية الأمازيغيتين باعتبار من خصوصية هذه الجهة بغلاف مالي 300 مليون درهم، بالإضافة إلى محور الحكامة بغلاف مالي يقدر ب 0.1 مليار درهم لأجل إعتماد آليات مبتكرة مما يضمن التنزيل السليم لمضامين البرنامج، وللرفع من نجاعة مؤسسة الجهة.
وأكد رئيس الجهة أن مراحل إعداد هذه الوثيقة إستندت على التخطيط والحكامة وتقليص الفوارق الترابية والإنصاف وتحقيق العدالة المجالية، ومن تم خلق آلية لتلبية متطلبات التنمية الجهوية في جميع أبعادها، حيث تميزت مرحلة التشخيص على تحليل الوثائق المتعلقة بالبرامج والمشاريع المنجزة أو قيد الانجاز، وعقد جلسات عمل وورشات مع المصالح الخارجية واللامركزية بالجهة، والإطلاع على برامج عمل الجماعات، بالإضافة إلى عقد لقاءات تشاورية مع الهيئات الاستشارية للجهة، وارتكزت المراحل الأولى للإعداد هذه الوثيقة على الإنصات لمقترحات المجتمع المدني.
كما عرف ماقبل هذه المرحلة أيضا، تقييم برامج التنمية الجهوية في الولايات الإنتدابية السابقة، حيث عرفت جهة سوس ماسة وضع أول مخطط إستراتيجي لسنة2004، وإستقراء برامج التنمية الجهوية لسنوات 2010 و2016 وكذا التصميم الجهوي لإعداد التراب لسنة 2019.
وأشار رئيس الجهة إلى أن تسطير مراحل التشخيص ووضع منهجية محكة لإنجاز وثيقة برنامج التنمية الجهوية، خلصت هذه المراحل إلى جرد أكثر من 1500 مقترح مشروع تتعلق بمشاريع مهيكلة وبرامج مندمجة حسب طبيعتها، وبرامج ومشاريع إستراتيجية وتمويل مشترك ودعم الخواص وأوراش داخلية للحكامة وحملات ترافعية من حيث نمط تدخلها.
وشكلت هذه المراحل أرضية حقيقية جمعت كافة المتدخلين والخبراء وفعاليات المجتمع المدني المعنيين بقضايا الشأن العام الجهوي، لوضع التوجهات الكبرى المؤطرة لبرنامج التنمية الجهوية 2022/2027.
جدير بالذكر أن أشغال الدورة العادية لشهر يوليوز حضرها كل من والي جهة سوس ماسة وعمال أقاليم وعمالات الجهة ومسؤولي المصالح الخارجية للوزارات وممثلي الصحافة والإعلام، وأطر إدارة الجهة.