وفي هذا الصدد، قالت رئيسة تعاونية «أولاد سايس» بالعيون، في تصريح لـ360، إنها مدينة لهذه المؤسسة الأكاديمية كمشروع ملكي ضخم، ضمن المشاريع التي أطلقها الملك محمد السادس، خلال زيارته لمدينة العيون سنة 2015، ضمن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، بحيث إن تعاونيتها، على غرار تعاونيات أخرى بالصحراء المغربية، استفادت من خدمات هذا المعهد الرائد، الذي فتح أبوابه ومختبراته لكل العاملين في المجتمع المدني والبدوي، مُستغلّة، استغلال إيجابيا، خبرات الأساتذة الباحثين والمتخصصين في مجال البحث العلمي والتسويق التقليدي والإلكتروني.
وأضافت المسؤولة أن المؤسسة لعبت دورا طلائعيا في تعميم المجال العلمي وتبسيطه لكل المستفيدين بهدف تقريب المعلومة من النشطاء والفاعلين المدنيين والبدويين، الذين استطاعوا الانسجام مع محتوى التكوينات العلمية والعملية، الهادفة أساسا إلى رفع الإنتاجية لدى أعضاء التعاونيات ومربي الإبل والأغنام والمزارعين، بحيث انتقلوا من «العشوائية في الإنتاج» إلى الانخراط في مشاريع أكثر عملية، باكتسابهم مهارات تكنولوجية عصرية استطاعوا من خلالها تلبية حاجيات السوق المتسارعة في مجالات عدة، منها التجميل المؤطر من طرف مؤسسات متخصصة في المجال.
وفي السياق نفسه، قال المفضل كويسني، مدير ASARI، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التختصاصات (UM6P)، في تصريح مماثل، إن المعهد جاء تنزيلا للرؤية الملكية الرامية إلى تنمية الأقاليم الجنوبية، من خلال الانفتاح على الشراكات مع الفاعلين بالجهة، من مزارعين وفلاحين وكسابة وممثلي مختلف الوزارات المتواجدين بالمناطق الجنوبية للمملكة، عبر خارطة طريق تسطر وتحدد التحديات التي يواجهها المعنيون بالمجال في المناطق الجافة، بالنظر إلى التغيرات المناخية التي تتهدد العالم عامة، مشيرا إلى قرب المؤسسة من الساكنة والتعاونيات التي استفاد عدد هائل منها من الخدمات والبحوث العلمية التي تقوم بها المؤسسة الأكاديمية بقلب الصحراء المغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية، كمشروع ملكي بجهة العيون-الساقية الحمراء، يسعى دائما، من خلال أنشطته وتظاهراته العلمية، إلى التركيز على تثمين المنتوج المحلي بالجهة، سيما ما يهم المجالات الزراعية والفلاحية، كما يعمل على الحفاظ على الثروة الحيوانية، بما في ذلك الإبل كمرجعية عند أهل الصحراء المغربية، كان آخرها تنظيم المؤتمر الدولي حول الإبليات، يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، تزامنا مع إعلان الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO، التي خصصت سنة 2024 لتكون سنة دولية خاصة بالإبل. وقد شهد هذا الحدث العديد من الورشات التي استفاد منها نشطاء المجتمع المدني بجهة العيون-الساقية الحمراء لمدة ثلاثة أيام متتالية.