وتعتبر تافوغالت، الواقعة بين مدن بركان ووجدة والسعيدية، ملاذا للباحثين عن الهدوء والسكينة بعيدا عن صخب المدن، حيث يقول أحد زوارها في تصريح لـLe360: «بالنسبة لي، منطقة تافوغالت هي منطقة جبلية رائعة، تتميز بالهدوء والسكينة، وأنا من الناس الذين يفضلون الابتعاد عن الزحمة وضغط المدينة والاستمتاع بالجو الطبيعي، لذا اختيار منطقة تافوغالت هو اختيار مناسب جدا».
وتتغنى تافوغالت بمؤهلات سياحية متنوعة تجعلها قادرة على استقطاب مختلف أنواع الزوار، فطبيعتها الجبلية الخلابة تجعلها قبلة لعشاق المغامرات والرياضات في الهواء الطلق، حيث يمكنهم ممارسة رياضة تسلق الجبال، أو الانطلاق في جولات بالدراجات الجبلية، أو الاستمتاع بمسارات المشي الطويلة وسط غابات الصنوبر والبلوط والعرعار.
وليست الطبيعة وحدها ما يميز تافوغالت، فالمنطقة غارقة في التاريخ، إذ تعتبر من أقدم المدن التاريخية بجهة الشرق، وتعد «مغارة الحمام»، التي تعرف أيضا باسم «إيفري أونجار» بالأمازيغية، من أبرز معالمها الأثرية، وقد كشفت الحفريات في هذه المغارة، التي بدأت منذ عام 1951، عن كنوز أثرية هامة، بما في ذلك هياكل عظمية وأدوات حجرية وحلي تعود للحضارة الإيبيروموريسية، مما يجعلها شاهدة على استيطان الإنسان القديم للمنطقة منذ آلاف السنين، كما تم اكتشاف أقدم جينات للإنسان العاقل في إفريقيا، والتي يعود تاريخها إلى 15 ألف عام، في هذه المغارة، وهو ما يعرف بـ«إنسان تافوغالت».
وإلى جانب «مغارة الحمام»، تقع «مغارة الجمل»، التي تستمد اسمها من شكلها الذي يشبه سنام الجمل، وهي الأخرى معلم أثري وتراث وطني، بالإضافة إلى احتضانها محمية طبيعية للحفاظ على حيوان الأيل الأطلسي المهدد بالانقراض، مما يضيف بعدا بيئيا هاما لجاذبيتها السياحية.
أما على صعيد المذاق، فتقدم تافوغالت لزوارها تجربة طعام أصيلة، حيث تشتهر المطاعم المحلية بتقديم أطباق شهية مثل الطاجين والمشاوي المحضرة من لحوم «بلدية» طازجة، إذ يؤكد أحد أصحاب المطاعم أن «الناس تأتي إلى تافوغالت من أجل الطبيعة، والمناظر الخلابة، والطواجين اللذيذة باللحم البلدي، ونرحب بالجميع لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والاستمتاع بما نقدمه».




