وبخصوص هذا الموضوع، قال الخبير الفلاحي رياض وحتيتا إن تأخر التساقطات وارتفاع درجات الحرارة في الأونة الأخيرة، ساهم في تبخر المياه الموجودة في التربة، وأثر بشكل كبير على الزراعات البورية.
وأضاف الخبير الفلاحي في اتصال هاتفي مع le360 بأن المناطق التي بإمكانها تحقيق موسم فلاحي لا بأس به، هي مناطق الغرب بسبب استفادتها من التساقطات التي عرفها شهر دجنبر، إلى جانب قيام المزارعين بإعادة الزرع من جديد، بعد هطول الأمطار الأخيرة، وهو ما سيسمح لها بتحقيق موسم فلاحي متوسط، عكس مناطق مثل دكالة وعبدة، لأن الأمطار باتت في السنوات الأخيرة تبدأ وتنتهي في شمال ووسط المغرب.
وذكر المتحدث ذاته بأن الزراعات الخريفية في مناطق دكالة وعبدة من بينها الزراعات العلفية وزراعة الحبوب مثل القمح بأنواعه، سيكون مردودها أقل من السنة الماضية، وهو ما سدفع الفلاحين ربما في هذه المناطق من ترك مواشيهم ترعى في هذه المرزوعات، ليحافظوا على الأقل على الثروة الفلاحية، خاصة وأن الفلاح كان يستفيد سابقا من بقايا موسم الحصاد في علف الماشية، لكن مع توالي سنوات الجفاف فقدوا هذا الأمر أيضا. وشدد رياض وحتيتا بأن الحل المطورح حاليا هو الإعتماد على الزراعات البديلة إلى جانب التقنيات البديلة، لأن تقنيات الحرث القديمة تستهلك الكثير من المجهود وترفع تكلفة الإنتاج، أما التقنيات البديلة مثل البدر المباشر ساهم في نقص تكلفة الإنتاج وحافظوا على خصائص التربة، خاصة وأن المغرب حاليا يعرف نوعا ثالثا من الجفاف وهو جفاف التربة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح وحتيتا بأن تقنية البدر المباشر أعطت نجاحا شيئا ما هذه السنة، رغم ارتباطها بالتساقطات المطرية لكن هذا الإرتباط يعتبر أقل ضررا، وهو ما سيدفع الفلاحين في السنوات المقبلة على الإعتماد عليها.
وقال وحتيتا إن الأمل ما زال موجودا في حال ما عرف المغرب تساقطات مطرية في شهري فبراير ومارس المقبلين، خاصة وأن الزرع كما يقول الفلاحون « دار الركبة » أي أصبح نبتة وخرجت الأوراق الأولى، ويحتاج فقط لبعض الأمطار حتى نستطيع الحصول ولو على مردودية بسيطة.