وجرى الحديث خلال هذا المؤتمر، الذي نظمته مجموعة طنجة-المتوسط، بتعاون مع الرابطة الدولية لقادة الموانئ المعروفة اختصارا بـ(IHMA)، عن أسس دعم التبادلات والنقاش والتحاور حول القضايا المينائية والبحرية، وكذا لتعزيز وتقوية الشبكات المهنية.
وكشف حسن عبقري، المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، خلال كلمة بالمناسبة، أن هذا الحدث الدولي، الذي يلتئم خلاله خبراء ومهنيون من مختلف أنحاء العالم، يشكل فرصة لإبراز الدور المركزي الذي تضطلع به الموانئ في تطوير الاقتصادات، وهو فرصة لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى والجيدة، ولإقامة شراكات متبادل المنافع من أجل المساهمة في تطوير الموانئ والصناعة البحرية بشكل عام.
وأبرز ذات المسؤول على أن الاستثمارات التي قام بها ميناء طنجة-المتوسط، الذي يعتبر مشروعا ضخما واستراتيجيا أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال التقنيات المتطورة والممارسات المستدامة، تروم الاستجابة للتحديات الحالية والمستقبلية، مؤكدا أن هذا الحدث الذي تستضيفه طنجة يروم دعم العمل المشترك من قبل المجتمع البحري الدولي برمته لضمان مساهمة الموانئ في النمو الاقتصادي وحتى تصبح منارات للتقدم والاستدامة.
من جانبها، أشادت مديرة الموانئ والملك العام البحري بوزارة التجهيز والماء، سناء العمراني، باختيار المغرب، وخاصة ميناء طنجة-المتوسط، لاستضافة هذا الحدث البارز، الذي يهدف إلى مناقشة المستجدات والاتجاهات العامة ومعالجة التحديات التي تواجه الصناعة البحرية بشكل عام.
وقالت المسؤولة إن المغرب لديه استراتيجية موانئ طموحة في أفق عام 2030، ترتكز على رؤية واضحة للغاية تتمثل في بلوغ موانئ فعالة ومستدامة وتعزيز مكانة المملكة كمنصة لوجستية عالمية على مستوى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والقارة الإفريقية.
وأشارت إلى أن المغرب اعتمد مؤخرا مخططا للانتقال الأخضر للموانئ المغربية، تقوم على خمسة محاور استراتيجية، تتمثل في نجاعة الطاقة واستغلال الماء، وإزالة الكربون، والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وحماية الموانئ والبيئة البحرية، والنقل المستدام، وهو ما ينسجم تماما مع توجه المملكة في مجال التنمية المستدامة، مضيفة أننا « نهدف من خلال هذا المخطط الاستراتيجي إلى جعل موانئنا أكثر استدامة، من خلال دمج الممارسات والتقنيات التي تقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون ».
من جانبه، قال رئيس الرابطة الدولية لقادة الموانئ، بول أوريغان، إن الرابطة تشكل باعتزاز منارة للوحدة والتعاون وتبادل المعرفة بين قادة الموانئ حول العالم، مسلطا الضوء على دورها في توحيد وتشبيك الجهود وتبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات المشتركة، والاستفادة المشتركة من الفرص المتاحة، مبرزا في ذات السياق: « نحن سعداء أن نجتمع تحت سقف واحد في طنجة-المتوسط لمناقشة التقدم الحاصل في مجال الابتكار والتكنولوجيا والسلامة والأمن، ونتطلع إلى تمكين موانئنا من هذه المعارف الجديدة ».
وأضاف ان هذا الحدث يعد أيضا مناسبة للرابطة لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات من أجل تجويد مرافق الرسو والموانئ الذكية والتكنولوجيات والذكاء الاصطناعي وانتقال التوجه إلى المستقبل، وكذلك فيما يتعلق بالتطورات في البنيات التحتية للرسو والموانئ، بالإضافة إلى الدور القانوني لقادة الموانئ في مجالات السلامة وإدارة المخاطر.
أما مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، كمال لخماس، فأكد أن اختيار ميناء طنجة المتوسط لاستضافة هذا المؤتمر يعد اعترافا بالدور الذي يلعبه الميناء في الملاحة البحرية العالمية، وكذا الدور الذي تلعبه قبطانية الميناء في تحقيق التقدم والابتكار في الصناعة البحرية والمينائية.
وأشار إلى أنه يتم تسجيل أكثر من 17 ألف رسو سنويا وأكثر من 35 ألف حركة للسفن يتم برمجتها وتنفيذها في أفضل ظروف السلامة والنجاعة، مضيفا أننا « نعمل مع شركائنا لمواصلة تطوير أدائنا أكثر فأكثر وتحقيق التميز في عملية التوقف في زمن مناسب وتحقيق منفذ ناجح دون انتظار.
من جهته، أكد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز، في رسالة عبر تقنية الفيديو، أن الرقمنة هي أحد مفاتيح نجاح الميناء، وأن الطريق نحو الحياد الكربوني أصبح الآن مفتوحا.
وشهدت نسخة هذا العام الأولى من نوعها على صعيد القارة الأفريقية، مشاركة أكثر من 200 شخصية، بما في ذلك 30 هيئة موانئ عالمية، وتوفر منصة للتبادل وتقاسم المعارف والتجارب، جرى التركيز فيها على مناقشة مواضيع ذات أهمية وراهنية، مثل تحسين عمليات وأداء الموانئ، والإدارة البيئية، ودمج التقنيات الجديدة لتجويد نجاعة واستدامة الموانئ.