1. أليكو دانغوتي (نيجيريا): 23.9 مليار دولار
حلّ رجل الأعمال النيجيري أليكو دانغوتي (68 سنة)، المعروف بلقب « ملك الإسمنت »، في صدارة تصنيف فوربس إفريقيا لعام 2025 لأغنى الشخصيات في القارة، بثروة تُقدّر بـ23.9 مليار دولار.
دانغوتي، الذي يقود مجموعة Dangote Group الصناعية العملاقة، يُعد من أبرز الأسماء في مجالات الصناعة والبنية التحتية في إفريقيا، حيث تشمل استثماراته قطاعات رئيسية مثل الإسمنت، والسكر، والملح، والطاقة، والأسمدة، إضافة إلى البتروكيماويات.
انطلقت مسيرة دانغوتي سنة 1977 بقرض بقيمة 3,000 دولار من عمه، استثمره في استيراد الحبوب، قبل أن يؤسس مجموعته التي تحولت لاحقاً إلى أحد أكبر التكتلات الصناعية في القارة.
من أبرز مشاريعه الاستراتيجية، تدشين مصفاة نفط عملاقة بمنطقة ليكي في نيجيريا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 650 ألف برميل يومياً، وبتكلفة تفوق 20 مليار دولار، ما يعزز استقلال البلاد الطاقي ويدعم الأمن الطاقي الإقليمي.
ولم تغب المبادرات الإنسانية عن مسيرته، إذ تنشط مؤسسة Dangote Foundation في مجالات الصحة والتعليم، حيث قدّمت مساهمات بمليارات الدولارات لدعم البرامج الاجتماعية في نيجيريا وعدد من الدول الإفريقية.
2. يوهان روبرت (جنوب إفريقيا): 14 مليار دولار
حلّ رجل الأعمال الجنوب إفريقي يوهان روبرت (75 سنة) في المرتبة الثانية على قائمة أثرياء البلاد لسنة 2025، بثروة تُقدّر بـ 14 مليار دولار، وفق تصنيفات دولية حديثة.
ويترأس روبرت مجموعة Richemont السويسرية العملاقة، المتخصصة في السلع الفاخرة، والتي تضم علامات شهيرة مثل Cartier وMontblanc. وقد بنى ثروته من خلال هذا القطاع، مستفيدًا من الإرث العائلي الذي طوّره ووسّعه على الصعيد الدولي.
وتميّزت استراتيجيته بالتركيز على الأسواق الراقية في كل من آسيا وأوروبا، مع تنويع جغرافي مدروس عزّز من قوة مجموعته ومكانته الاقتصادية، ما جعله يُصنّف ضمن كبار رجال الأعمال في إفريقيا والعالم.
3. نيكي أوبنهايمر (جنوب إفريقيا): 10.4 مليار دولار
حلّ رجل الأعمال الجنوب إفريقي نيكي أوبنهايمر (80 سنة) في المركز الثالث ضمن قائمة أثرياء القارة الإفريقية، بثروة تُقدّر بنحو 10.4 مليار دولار، راكمها من صناعة الألماس والاستثمار في القطاع التعديني.
أوبنهايمر هو وريث شركة « دي بيرز » De Beers، العملاقة في مجال استخراج وتجارة الألماس، والتي لعب والده وجده دورًا مركزيًا في تطويرها خلال العقود الماضية.
إقرأ أيضا : من ضمنهم أخنوش وبنجلون.. اكتشفوا قائمة أثرياء القارة الإفريقية
وقد تولّى إدارتها لفترة قبل أن يتنحّى تدريجيًا عن المهام التنفيذية، دون أن يخرج من دائرة التأثير في القطاع، بفضل ما يمتلكه من استثمارات وأرباح ضخمة.
ويُعدّ أوبنهايمر أحد الرموز التاريخية لصناعة الألماس في إفريقيا والعالم، وقد وسّع نطاق اهتماماته ليشمل مجالات التنمية والبيئة، من خلال تأسيسه لمؤسسة Brenthurst Foundation، التي تُعنى بتحفيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على التراث الطبيعي في القارة.
4. ناصف ساويرس (مصر): 9.6 مليار دولار
يُعد ناصف ساويرس (64 سنة) أبرز الأسماء المصرية على الساحة الاقتصادية العالمية، إذ اختتم قائمة الأثرياء المصريين لعام 2025 بثروة تُقدّر بنحو 9.6 مليار دولار، جمعها من استثمارات واسعة في قطاعات البناء والصناعة.
ينحدر ساويرس من عائلة ساويرس الصناعية العريقة، ودرس الاقتصاد بجامعة شيكاغو، قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في مجموعة أوراسكوم للصناعات الإنشائية، التي تحولت لاحقا إلى منصة انطلاق نحو العالمية.
يُدير ناصف ساويرس اليوم شركة OCI Global، إحدى أبرز الشركات الدولية المتخصصة في إنتاج الأسمدة والنيتروجين. وإلى جانب نشاطه الصناعي، يمتلك استثمارات استراتيجية في قطاعات البناء والتعدين والطاقة، فضلا عن حصص مؤثرة في شركات كبرى مثل Adidas.
أما في المجال الرياضي، فيترأس ساويرس نادي أستون فيلا الإنجليزي، حيث يدعم تطوير البنية التحتية والاحتراف الإداري، في خطوة تعكس امتداده من الاقتصاد إلى الرياضة العالمية.
لماذا هذا التفاوت الضخم؟
أوضح تقرير أوكسفام أن هذه الثروات الضخمة تُعزى إلى عوامل متعددة، أبرزها الضعف في الإرادة السياسية لدى الحكومات الإفريقية لإنشاء أنظمة ضريبية فعالة تُحد من تراكم الثروات في نطاق ضيق.
ويضيف التقرير أن الأثرياء يُديرون رؤوس أموالهم خارج بلدانهم، ما يعوق قدرتها على فرض الضرائب المناسبة.
كما لاحظ التقرير أنه منذ عام 1980، لم ترفع الدول الإفريقية فعليا نسبة الضرائب على الأثرياء، خلافا لمناطق أخرى من العالم.
ويقترح أن فرض ضريبة بنسبة 1% على ثروة هؤلاء، وضريبة قدرها 10% على دخلهم السنوي، يمكن أن يجلب حوالي 66 مليار دولار سنويًا، قد تُستخدم لتمويل برامج التعليم والكهرباء العامة في القارة.
وحذرت أوكسفام من أن ستّة من بين أغنى أثرياء إفريقيا يمتلكون ثروة توازي إجمالي ثروة نصف الفقراء، موضحة أن ما يقرب من 60% من ثروة المليارديرات عالميا جاء من المحسوبية أو الاحتكارات أو التقليد الوراثي.
سياق سياسي واقتصادي
صدر تقرير أوكسفام تزامنا مع الاجتماع نصف السنوي للاتحاد الإفريقي، الذي التزم خلاله بخفض فجوة التفاوت بنسبة 15% خلال العقد القادم. ويؤكد التقرير أن الحكومات الأفريقية تعتبر من بين الأقل انخراطا في مكافحة الفوارق الاقتصادية.
كما تناول التقرير الأثر السلبي للعولمة غير المتوازنة وسيطرة شركات الأثرياء على الخدمات الأساسية دون مسؤولية اجتماعية كافية.





