وأوردت يومية « الصباح » في عددها ليوم الأربعاء 21 فبراير 2024، أن عدد الأبقار المستوردة التي تدخل إلى المغرب بهذه الطريقة المشوهة تقدر بالمئات أسبوعيا، وأنه بدل أن ترحل إلى ضيعات حيث ستخضع لعملية التربية والتسمين حسب شروط الدعم، تحول وجهتها صوب مجازر بمدن عديدة، وتعرض بأثمنة مغرية على الجزارين، وبذلك يضرب المتورطون عصفورين بحجر واحد الاستفادة من دعم الدولة المحدد في 5000 درهم عن كل بقرة مستوردة، وفي الوقت نفسه جني الملايين من خلال بيعها.
وأضافت الجريدة أن النشاطات المشبوهة تسببت لشبكات تبييض الأموال في ارتباك كبير، إذ وجدت شركات متخصصة في استيراد الأبقار و« الكسابة » أمام منافسة غير شريفة، سيما أن الأبقار التي يعرضها أفراد الشبكة على الجزارين تقل في مناسبات بـ3000 درهم عن الثمن المحدد في الأسواق.
وافتضح أمر هذه الشبكة لدى عدد من الجزارين، إذ فوجئوا بتفاوت كبير في أثمنة الأبقار المعروضة للبيع مقارنة مع تلك التي يحددها كسابة وشركات فاعلة في القطاع قبل أن يتم التأكد أن الأبقار المعنية، اقتنيت بأموال مشبوهة بالخارج، وأن المتورطين يحققون أرباحا كبيرة مهما كانت قيمة الثمن الذي يعرضونه على الجزارين، بعد أن استفادوا بطرق ملتوية من 5000 درهم عن كل بقرة في إطار دعم الدولة للقطاع، تقول الصحيفة.
وأوضح المصدر أن شبكات مشبوهة في الخارج، وبحكم توفرها على سيولة مالية مهمة مصدرها مشبوه، توصلت إلى اتفاق مع جهات بالمغرب لتتولى اقتناء عدد كبير من الأبقار بدول أوربية عديدة وبأثمنة زهيدة وتجميعها بضيعات بإسبانيا، قبل نقلها إلى المغرب.
وشدد المصدر على أن عملية بيع الأبقار المجلوبة من أوربا بطرق مشبوهة تتم نقدا، إذ يتم رفض أي تعامل بالشيكات أو الكمبيالات لتفادي أي دليل مادي قد يكون موضوع تحقيق، وأن الأرباح الكبيرة تسلم إلى مقربين من زعماء الشبكات بعد خصم الوسطاء عمولتهم من عمليات البيع والحصول على الدعم، إذ يتم استثمارها بمدن عديدة سواء في مشاريع تجارية أو اقتناء عقارات وحلي ومجوهرات ذهبية.