وتابعت يومية «الأحداث المغربية»، في عددها الصادر ليوم الخميس 14 غشت 2025، هذا الموضوع، مشيرة إلى أن مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء المكلف بقطاع النظافة، أوضح في لقاء مع موقع «أحداث أنفو»، أن هذا المشروع يتميز بكونه خطوة نوعية فى معالجة أحد أبرز التحديات البيئية، التي عانت منها المدينة لفترة طويلة، والتي تعود لسنة 1986، مؤكداً أن مطرح مديونة يشكل «نقطة سوداء» بيئية كبيرة، ليس على مستوى الدار البيضاء فقط، وإنما على المستوى الوطني.
وأضافت اليومية، في مقالها، نقلا عن المنتخب ذاته، أن الروائح الكريهة المنبعثة منه تتسبب في معاناة سكان الدار البيضاء، خصوصا خلال فصل الصيف حين ترتفع درجات الحرارة وتصبح الرائحة أكثر حدة، مشيرا إلى أن المطرح كان يؤدي إلى تسرب ملوثات خطِرة مثل العصارة السامة (الليكسيفيا) التي تلوثت بها التربة والفرشة المائية المجاورة، مما شكل خطرا على البيئة والصحة العامة.
وشدد أفيلال، حسب مقال الجريدة، على أن المجلس الجماعي للدار البيضاء أعلن عن تحد كبير فور تشكيله، وهو إغلاق المطرح الحالي، وتحويل النفايات إلى مصدر للطاقة النظيفة، مبينا أنه على إثر ذلك، تمت إزالة المخزون القديم من العصارة السامة، ومعالجته بشكل كامل، فضلا عن إغلاق المطرح بشكل آمن، موضحا «لقد تم توقيع عقد مع مجموعة شركات، تتضمن شركة مغربية وشركتين يابانيتين لتحقيق هذا الهدف، مما يجعل هذا المشروع الأول من نوعه في تاريخ المغرب وإفريقيا».
وأضافت اليومية أنه تم استثمار ميزانية ضخمة تقدر بحوالي 13 مليار درهم لإنجاز هذا المشروع الطموح، رغم أن التقديرات الأولية كانت تشير إلى مبلغ مليار ونصف فقط، حيث كشف المتحدث أن إحدى الفوائد البينية والاقتصادية للمشروع هي أن الطاقة المولدة من حرق النفايات، ستستخدم لتشغيل الإنارة العمومية للمدينة، إذ يتوقع أن تغطي حوالي 25% من احتياجات الإثارة العمومية للدار البيضاء، مما ينعكس إيجابيا على فاتورة الطاقة وتلوث الهواء.
وفي السياق ذاته، أكد نائب عمدة الدار البيضاء أن هذا المشروع جاء في إطار جهود المجلس الجماعي للدار البيضاء، لتبني حلول بيئية مستدامة، وتحسين جودة الحياة لسكان العاصمة الاقتصادية، مع تعزيز دور التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية، وكذا تحويل التحديات إلى فرص اقتصادية وبيئية عبر شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص، محققة خطوة هامة نحو مدينة أنظف وأكثر استدامة.
وفي سياق ذي صلة، تشهد عملية تحويل المطرح العمومي القديم بمديونة، نواحي مدينة الدار البيضاء، الذي ظل لسنوات يشكل بؤرة للتلوث ومصدرا للروائح الكريهة، إلى فضاء بيئي وترفيهي، تقدما ملموسا في أشغال التهيئة، حيث وصلت إلى مراحل متقدمة تمهيدا لافتتاحه أمام العموم قُبيْل نهاية العام الجاري.
وبهذا الخصوص، أوضح مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، في تصريح لـLe360، أن هذا المشروع يندرج ضمن رؤية جماعة الدار البيضاء لتحسين جودة الحياة الحضرية وتعزيز الفضاءات الخضراء، ويهدف إلى إعادة إحياء المنطقة وتحويلها إلى متنفس طبيعي مجهز بمساحات خضراء وممرات للمشي وفضاءات للأنشطة الرياضية والترفيهية، ليساهم في خلق بيئة صحية وآمنة لسكان المدينة وضواحيها.
كما أكد أفيلال أن المشروع يسير بوتيرة جيدة، وبلغت الأشغال مراحل متقدمة بفضل التنسيق بين مختلف المتدخلين، مشيراً إلى أن هذا التحويل يمثل «خطوة مهمة نحو طي صفحة الماضي البيئي لهذا الموقع، وجعله فضاء يستفيد منه المواطنون بدل أن يكون مصدر معاناة لهم».
منزه مديونة. سعيد بوشريط
وشدد أفيلال على أن الجماعة تراهن على هذا المشروع ليكون نموذجا يحتذى به في إعادة تهيئة المواقع البيئية المتدهورة، موضحا أن عملية التأهيل رافقها عمل تقني دقيق لمعالجة التربة ومراقبة الانبعاثات، لضمان مطابقة الفضاء الجديد للمعايير البيئية.
وأوضح أفيلال أنه تم تثبيت طبقات عازلة للتربة، وزرع عدد كبير من الأشجار والنباتات المحلية، إضافة إلى تجهيز المسارات الخاصة بالمشي والأنشطة الرياضية، كما سيضم المنتزه فضاءات للترفيه، ملاعب أطفال، وملاعب القرب، ومساحات مخصصة للتوعية البيئية، وأماكن خاصة بالمتقاعدين والعائلات.
وشدد أفيلال على أنه تم العمل على التخلص من عصارة «الليكسيفيا» قبل البدء في المشروع الذي تصل مساحته إلى 50 هكتارا، والتي كانت تشكل خطرا بيئيا، خاصة أثناء هطول الأمطار، كما تمت الاستعانة بتقنيات متقدمة لتحصين المنتزه من الانزلاق، وغرس العشب والأشجار، التي سيتم سقيها عن طريق محطة مديونة للمياه المعالجة.