تتواصل عملية استيراد العجول الموجهة للذبح لتزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء بوتيرة جيدة على مستوى المركز الحدودي لميناء طنجة المتوسط.
فمنذ بداية شهر يناير وإلى غاية اليوم، تم استيراد ما يقارب 5 آلاف رأس من العجول الموجهة للذبح عبر المركز الحدودي لميناء طنجة المتوسط، الذي يتوفر على مصلحة بيطرية تشرف على مختلف عمليات المراقبة الصحية على الواردات والصادرات الغذائية.
وكشف أمين حرمة، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية لمربي الماشية، أن خطوة الحكومة إعفاء المستوردين من الرسوم الجمركية للحد من الارتفاع الكبير الذي عرفته اللحوم في الأسواق، شجعتهم على استيراد الماشية من عدد من الدول الأوربية.
وذكر المتحدث في تصريح لـle360 أن الفيدرالية ستستورد في حدود نهاية شهر مارس المقبل، 23 ألف رأس من الأبقار، مضيفا أنه تم استيراد حوالي 5 آلاف رأس خلال الأيام القليلة الماضية.
وأوضح المتحدث أنه جرى توزيع الدفعة الأولى من العجول في كل من مديونة وسطات وسيدي بطاش والناظور وفاس ومكناس.
وفي الاتجاه ذاته، أوضح رشيد قاسمي، وهو مستورد بمنطقة سيدي بطاش، أن ارتفاع ثمن اللحوم ليس حكرا على المغرب، مشددا على أن الثمن ارتفع في العالم أجمع، وذلك بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، التي أثرت بشكل كبير على أسعار الأعلاف، التي ارتفعت بشكل كبير خلال هذه السنة منذ بداية الحرب، حيث ارتفع ثمن الأعلاف بحوالي 80 في المائة.
وأضاف قاسمي أن ثمن الأبقار ارتفع حتى في الدول الأوروبية، بسبب معاناتهم أيضا من المشاكل ذاتها، مؤكدا على أن قيام الدولة بإلغاء الرسوم الجمركية على الأعلاف، سيساهم في خفض التكاليف، وسيعيد أثمنة اللحوم إلى سابق عهدها.
وذكر قاسمي بأنه استورد حتى الآن حوالي 600 رأس من الأبقار، وأنه سيستورد حتى نهاية شهر رمضان المقبل رفقة عدد من المستوردين حوالي 20 ألف رأس من الأبقار.
في حين كشف زكرياء نافعة، وهو مستورد وجزار، أن سعر الأبقار عرف ارتفاعا كبيرا وأن هناك مجهودا كبيرا من أجل إعادة الأثمنة إلى سابق عهدها، بمساعدة وزارة الفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات.
وشدد نافعة على أن مهنة الجزارة تأثرت بشكل كبير خلال الأيام الماضية بسبب ارتفاع ثمن اللحوم، مضيفا بأن الأثمنة لن تعود إلى ما كانت عليه سابقا خلال فترة وجيزة، بل سوف تأخذ وقتها حتى تصل إلى سعر يكون في متناول المستهلك.
وأضاف نافعة بأن أسعار اللحوم في المجازر ما تزال مرتفعة، حيث يتراوح ثمنها ما بين 78 درهما و80 درهما، في حين يصل في المحلات ما بين 80 و90 درهما، لكن تلك الأسعار سوف تنحو نحو الانخفاض خلال شهر أو شهرين، على حد تعبير هذا الجزار.
وأكد المتحدث ذاته بأن أثمنة اللحوم خلال شهر رمضان سوف تعرف بعض الانخفاض، حيث يتسم استيراد رؤوس الماشية بكثرة، مما سيساهم في خفض الثمن إلى 75 درهما.
يذكر أن أسعار اللحوم الحمراء عرفت ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الماضية، وهو ما أثقل كاهل المستهلك المغربي، حيث تعالت أصوات المواطنين المنددة بغلاء أسعار اللحوم، إلى جانب باقي المواد الغذائية مثل الدواجن والأسماك وكذا الخضر، وهو ما أضر بهم ودفعهم إلى المطالبة بإيجاد حلول تعيد المواد الغذائية إلى ما كانت عليه، للتخفيف من أعبائهم المالية اليومية.