وعانت غابة بوسكورة في السنوات الأخيرة من آثار الجفاف المتكرر الذي أضعف أشجارها، وجعلها عرضة للأمراض وهجمات الحشرات والطفيليات، إذ كشفت دراسة تشخيصية أجرتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات أن أشجار الصنوبر تعرضت لذبول حاد أثر بشكل كبير على مساحات واسعة، بينما تواجه أشجار الأوكاليبتوس ضعفا أقل حدة.
واستجابة لهذه التحديات، أطلقت الوكالة الوطنية للمياه والغابات برنامجاً طارئاً للفترة 2025-2026 يهدف إلى إعادة تأهيل الغابة وتعزيز مقاومتها، يرتكز البرنامج على ثلاثة محاور أساسية وهي تنقية وإزالة الأشجار الميتة على مساحة 150 هكتارا للحد من انتشار الأمراض، وأشغال الحراجة لتحسين صحة الغابة على مساحة 3000 هكتار، وكذا إعادة التشجير على مساحة 700 هكتار باستخدام أنواع نباتية مقاومة للتغيرات المناخية، كما عملت الوكالة على تحسين البنية التحتية الترفيهية للغابة لتقديم تجربة أفضل للزوار.
بالتوازي مع جهود الوكالة، أطلقت شركة ”أفيردا أنفرنمنطل سرفيسس“، المفوضة بتدبير قطاع النظافة في إقليم النواصر، حملة شاملة لتحسين نظافة الغابة منذ أكتوبر الماضي، شملت جمع النفايات الصلبة، تنظيف المسارات الرئيسية والمناطق الترفيهية، وزرع الأشجار في المناطق المتضررة، كما نظمت الشركة أنشطة توعوية للمواطنين حول أهمية الحفاظ على البيئة.
وحظيت جهود الوكالة وشركة أفيردا بتقدير واسع من الزوار والمجتمع المحلي، حيث عبر السكان عن ارتياحهم لتحسن نظافة الغابة وجمالها الطبيعي، إذ أصبحت الغابة مجددا وجهة مفضلة للزوار، بما في ذلك العائلات والمدارس التي نظمت رحلات تعليمية وترفيهية للأطفال الذي استمتعوا بأجواء الغابة وبالمرافق المخصصة لهم.
وطالب المواطنون من زوار الغابة الحفاظ على نظافتها، من خلال الالتزام بعدم رمي النفايات أو إشعال النار، وذلك لضمان استمرار نظافتها والحفاظ على الطبيعية للأجيال المقبلة، إلى جانب مطالبتهم إضافة بعض المرافق الضرورية مثل المراحيض العمومية.