أمطار نونبر تفضح لصوص المال العام

أمطار قوية تغرق عدة مناطق بإقليم الناظور (صورة تعبيرية)

في 01/12/2025 على الساعة 20:30

أقوال الصحففضحت الأمطار، التي تهاطلت على بلادنا بمعدلات قياسية نهاية الأسبوع الماضي، العديد من المشاريع الممولة من المديرية العامة للجماعات المحلية، أو عن طريق قروض حصلت عليها المجالس المنتخبة من صندوق التجهيز الجماعي في بعض المدن.

وأبرزت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 2 دجنبر 2025، أن فضائح خطِرة انكشفت في العديد من المدن التابعة لنفوذ جهات طنجة-تطوان-الحسيمة، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجهة فاس-مكناس، وهو ما يفرض مساءلة المسؤولين عنها قضائيا، على رأسهم «منتخبون كبار»، وأصحاب مقاولات ومكاتب دراسات، ورؤساء الأقسام التقنية ببعض العمالات والأقاليم، مضيفة أن «أمطار الخير» بيّنت عيوبا تقنية خطِرة في المشاريع التي تحتضنها العديد من المجالس الترابية، الممولة من المديرية العامة للجماعات المحلية.

وأوضحت اليومية، في مقالها، أن من بين الجماعات المعنية: الخميسات والمهدية وتطوان وسيدي يحيى الغرب، التي وجد المسؤولون عنها أنفسهم، في قلب فضيحة غش واضحة، جعلت العديد من سكانها يخرجون عن صمتهم، منددين بكل العيوب التقنية الخطِرة التي طالت بعض الشوارع الرئيسية التي استفادت من مشروع إعادة التهيئة، وصرفت وخصصت لها الملايير.

وأضاف مقال «الصباح» أن سكان مدن تضررت من فيضانات أمطار نونبر، احتجوا على الفساد، الذي طال الأشغال التي رصدت لها أغلفة مالية دسمة من أموال التأهيل الحضري، وهي الأغلفة، التي توزع حسب مقال الجريدة، على رؤساء محظوظين يحسنون التحدث بالهاتف مع بعض رؤساء الأقسام التقنية في العمالات، ولهم علاقات قوية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يفرض على جلول صمصم، الوالي المدير العام للجماعات المحلية، ومعه حمزة بلكبير، العامل في المديرية نفسها المكلف بميزانية الجماعات، إعادة النظر بشكل جذري في كيفية توزيع الملايير على الجماعات الترابية.

وأكدت الجريدة، في خبرها، أن عدة أصوات جمعوية ومدنية في المدن التي تضررت من الفيضانات، طالبت المفتشية العامة للإدارة الترابية بزيارة كل الأوراش والمشاريع المفتوحة التي رصدت لها الملايير، وفتح تحقيق مع المقاولات المستفيدة ومكاتب الدراسات وصناع القرار في العمالات، لترتيب الجزاء الذي يستحقه كل طرف، مادامت الفضائح في الغش ترفض التوقف عن طواعية، أبرزها ما حدث في سيدي يحيى الغرب، التي غرقت بعض شوارعها عن آخرها، على غرار شارع تيفلت.

وبيّنت «الصباح» أن أمطار الخير الغزيرة التي تهاطلت عرَّت عورة إعادة تهييء بعض الشوارع، التي صرفت عليها أموال طائلة من المال العام، إذ غمرت المياه بيوت مواطنين، ورغم كل هذه العيوب التقنية، لم يتحرك أحد، معتبرة أن المقاولات المستفيدة من المشاريع التي تولت إعادة الهيكلة، تربطهم علاقة جيدة مع بعض المسؤولين، وبالتالي فإن رياح المحاسبة لن تهب بالقرب منهم.

تحرير من طرف محمد شلاي
في 01/12/2025 على الساعة 20:30