وعاينت كاميرا Le360 إحدى نقط البيع، المتواجدة بمدينة بركان، والتي أعدّتها مصالح وزارة الفلاحة، حيث تباينت آراء بائعي الأغنام، في تصريحات متفرقة، بين من اعتبر أن الأسعار مناسبة وفي متناول المواطنين، وبين من أكد أن الغلاء هو السمة البارزة في أسعار الماشية لهذه السنة، مرجعا الأمر إلى ارتفاع تكاليف إعداد الأضاحي لهذه المناسبة.
في المقابل، وحسب معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، فقد أعلنت أنها استعدت لهذه المناسبة الدينية بعدد من الإجراءات والتدابير، كإعداد الأسواق النموذجية، وتوفير العلف، وغيرها.
وأشارت المديرية في بلاغ صحفي لها، إلى أن المراعي تحتل مساحة شاسعة من مجموع تراب جهة الشرق، حيث تقدر هذه المساحة بـ6,5 مليون هكتار، أي بنسبة تقدر بـ72% من مجموع ترابها، مضيفة أن عدد القطيع بجهة الشرق يفوق 3,4 ملايين رأس، مكونة من 2 ملايين و600 ألف رأس من الأغنام، و700 ألف رأس من الماعز، وما يناهز 80 ألف رأس من الأبقار.
وأبرزت المديرية أن جهة الشرق تساهم بحوالي 9% من مجموع الإنتاج الوطني للحوم الحمراء، معتبرة هذا القطاع رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالعالم القروي، وذلك بخلقه ما يناهز 22 مليون يوم عمل في السنة، وتسجيل رقم معاملات يناهز 2,5 مليار درهم.
وحسب المعطيات ذاتها، فالجهة تتوفر على 3 معامل لصنع العلف، بقدرة إجمالية تقدر بـ120 ألف طن، و3 مجازر معتمدة للحوم الحمراء بسعة 14100 طن في السنة، ووجود سوق نموذجي بعين بني مطهر، تم تدشينه قبيل العيد الأضحى 2020، حيث تم إنشاؤه من بين 12 سوقا مبرمجة وطنيا، بتجهيزات تضمن احترام المعايير الصحية والوقائية، ومبينة أن إنشاء هذا السوق ساهم في ضمان استمرار نشاط تربية الماشية، بالنظر إلى الأهمية الكبيرة بالنسبة للكسابة، ودورها في خلق فرص الشغل في ظل الظرفية الصعبة.
وبخصوص تحضيرات عيد الأضحى لسنة 2024، أبرز بلاغ المديرية أن العرض المرتقب للأغنام والماعز لعيد الأضحى لهذه السنة، يبلغ نحو 511 ألف رأس مُعٓدة لعيد الأضحى، مضيفا أن برنامج تسجيل وحدات تربية المواشي وترقيم الأغنام والماعز المعدة لأضاحي العيد 1445 هـ، انطلق منذ فاتح مارس 2024.
وكشف المصدر ذاته أن عملية الترقيم بلغت إلى غاية 5 يونيو الجاري، 382 ألف و438 رأس من الأغنام والماعز، منها 247 ألف و412 رأس من الأغنام المحلية، و135 ألف و16 رأس من الماعز، مضيفا أنه تم على مستوى الجهة استيراد 455 ألف و85 رأس من الأغنام، وذلك إلى حدود 4 يونيو 2024.
وفي سياق متصل، بيّنت المديرية أنها، وبتعاون مع السلطات الإقليمية والمحلية، قامت على تعزيز البنية التحتية من خلال إنشاء أسواق مؤقتة لبيع أضاحي العيد، حيث تم إنشاء 4 أسواق في كل من وجدة (2) وبركان (2)، بمعايير تقنية، لا تسمح بولوج إلا الماشية المرقمة، حفاظا على سلامة وصحة المواطنين، من خلال ضبط مسار الماشية من الضيعة وحتى وصولها إلى المستهلك.
وفي تصريح لـLe360، أبرز الحسن الرجمي، رئيس قسم الحماية الاجتماعية والإحصائيات بالمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق، أنه خلال هذه الفترة، تتعزز عمليات المراقبة والتتبع لعيد الأضحى، وتشمل على الخصوص مراقبة جودة مياه شرب الأضاحي، وأعلاف الماشية، والأدوية المستعملة في الضيعات ووحدات التسمين، إضافة إلى مراقبة تنقلات فضلات الدجاج التي تتم عبر ترخيص مسبق من المصالح البيطرية للمكتب، بهدف تتبع مسارها، والتي تستمر إلى حدود يوم العيد.
وبخصوص أثمنة الأضاحي، أكد الرجمي أن المصالح اللامركزية لوزارة الفلاحة، تقوم بتتبع يومي لوفرة العرض وجودة المنتوج، بالإضافة إلى أثمنة الأضاحي في مختلف نقط البيع، سواء المساحات الكبرى، والأسواق الأسبوعية، أو نقط البيع المتواجدة بالمراكز الحضرية الكبرى، مبينا أن الزيارات الميدانية أفادت بوجود وفرة في العرض، مع ارتفاع نسبي، مقارنة مع السنة الفارطة، نتيجة اعتماد مربي الماشية على الشعير، مما ساهم في الرفع من كلفة الإنتاج.
وفي هذا السياق، أبرز المسؤول الفلاحي أن الأثمنة تتراوح ما بين 77 و83 درهم للكلغ بالنسبة للأغنام من صنف «السردي» و«بني كيل» و«البركي»، المعروضة في الأسواق الكبرى، بينما تختلف أثمنة بيع الأضاحي في الأسواق الأسبوعية، حسب السلالة المعروضة والفئة العمرية للأضاحي، في حين تتراوح أثمنة الأغنام المستوردة ما بين 65 و67 درهم للكلغ في الأسواق الكبرى، وفي نقط البيع المتواجدة على مشارف الحواضر الكبرى.