وحسب ما أوردته يومية «الصباح»، في عددها ليوم غد الخميس 23 فبراير2023، استنادا لمصادر مطلعة، فإن الأزمة الصحية التي عرفها العالم وما نتجت عنها من اضطرابات وغياب آفاق واضحة دفعت رجال أعمال وأثرياء إلى الإقبال على الذهب لادخار السيولة التي يتوفرون عليها، بدل تركها مودعة في البنوك، خاصة بعد تراجع مردوديتها، وارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 6 في المائة.
وأقبل رجال أعمال وأثرياء مغاربة، منذ بداية الجائحة، على اقتناء كميات هامة من الذهب، على شكل رقائق وأودعوها في صناديق حديدية بإقاماتهم، ويكثر الطلب على الرقائق التي يصل وزنها 250 غراما، وتختلف أسعارها حسب العرض والطلب في الأسواق والبورصات العالمية، إذ سجل ارتفاع ثمنها، خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل الإقبال الكبير على المعدن الأصفر.
مصادر الجريدة، أكدت أن سعر صفيحة الذهب ذات وزن 250 غراما، تجاوز، خلال تداولات الإثنين الماضي، 170 ألف درهم (أزيد من 17 مليون سنتيم)، علما أن سعرها لم يكن يتجاوز 141 ألف درهم قبل سنة، ما جعل رجال الأعمال يعمدون إلى تحويل مبالغ مهمة إلى صفائح من الذهب بوزن 250 غراما، علما أن هناك صفائح يصل وزنها إلى كيلوغرام وأخرى بوزن 100 غرام و50 غراما، لكن الإقبال يكون أكبر على صفائح 250 غراما، ما يفسر ارتفاع أسعارها في الأسابيع الأخيرة.
وارتفع الطلب على الذهب، خلال فترة الحجر الصحي، بشكل ملحوظ، ما انعكس على أسعار البيع، ويلجأ بعض الأثرياء إلى اقتناء مجوهرات وإعادة تذويبها وتحويلها على شكل صفائح من أجل تخزينها إلى حين اتضاح الأمور، ما تسبب في رفع سعر غرام الذهب عند أصحاب المجوهرات، حيث استغل بعض المضاربين الفرصة، من أجل المضاربة بالمعدن الأصفر، إذ أن الأسعار عرفت ارتفاعا ملحوظا في الأسواق الدولية.
ويجد رجال الأعمال والأثرياء في الذهب الوسيلة الأمثل لتأمين مدخراتهم المالية، بالنظر إذ أن قيمته تظل مضمونة وامنة ويلجأ إلى الذهب أيضا تجار المخدرات لادخار عائدات تجارتهم في المعدن المضمون، الذي تحدد على أساسه كل القيم الأخرى، ما يفسر اللجوء المكثف لأصحاب الأموال إلى هذه الوسيلة الآمنة للادخار، حيث يلجأ بارونات المخدرات إلى اقتناء المجوهرات من الذهب وإعادة تذويبها في ورشات خاصة وتحويلها إلى صفائح لتخزينها.
وتوقعت مصادر يومية «الصباح» أن يتواصل الإقبال على اقتناء الذهب طيلة السنة الجارية، بالنظر إلى استمرار تداعيات الجائحة والنزاع الروسي الأوكراني، ما يجعل اقتناء المعدن الأصفر الوسيلة المثلى والآمنة لتوظيف المدخرات.