وأوضح بنيونس بلقاسمي أحد أبرز الفلاحين بدوار «تاقربوزت»، أن رحلة فاكهة المزاح تبدأ كحبة صغيرة في الأرض، ثم تخضع لعملية تطعيم دقيقة لتواصل نموها التدريجي، مشبِّهاً مراحل نمو شجرتها بنمو الطفل الصغير، حيث تتطلب تغذية مستمرة، وماءً كافيا، وعناية فائقة، واهتماما دؤوبا لتصل إلى مرحلة النضج، مضيفا أن الشجرة تحتاج في العادة إلى عامين من الرعاية المكثفة قبل أن تبدأ بإنتاج أولى ثمارها، ومؤكدا أن جودة العناية ومستوى الري يلعبان دورا حاسما في تسريع نموها وزيادة إنتاجيتها.
وأشار بلقاسمي في تصريح لـle360 إلى أن منطقة «زكزل» تعتبر البيئة الأمثل لزراعة هذه الفاكهة التي تعد الأهم اقتصاديا في المنطقة، فالتضاريس الجبلية توفر حماية طبيعية للأشجار من الرياح القوية وتمنحها برودة طبيعية مناسبة، بينما تساهم التربة البركانية الخصبة والغنية والمياه الطبيعية النقية في إنتاج ثمار ذات جودة عالية لا مثيل لها مقارنة بمناطق أخرى، مشددا على أن الزراعة تتطلب خدمة منتظمة، وعناية مستمرة للحفاظ على هذه الجودة الفائقة.
واعتبر المتحدث نفسه أن التساقطات المطرية لهذا العام لعبت دورا محوريا في تحسين الإنتاج، مضيفا أن «الأمطار جاءت في الوقت المناسب تماما، عندما كانت الثمار لا تزال خضراء، مما ساعد بشكل كبير على زيادة حجمها، وتحسين جودتها بشكل عام»، ومشيرا إلى أن هذا الانتعاش يأتي بعد سنوات سابقة عانت فيها المنطقة من الجفاف وقلة الأمطار، مما يجعل محصول هذا العام وفيرا وذا جودة استثنائية.
وعلى صعيد الإنتاج، يمكن أن تصل إنتاجية كل حقل فلاحي في الظروف المثالية إلى حوالي 10 أطنان من «المزاح»، ورغم هذه الوفرة والجودة العالية، «يقتصر التسويق حاليا على الأسواق المحلية المغربية، حيث يتم تجميع المحصول في سوق بركان المركزي، ومن ثم توزيعه على باقي مدن المملكة»، يضيف يونس بلقاسمي.
وكشف المتحدث ذاته عن وجود جهود من قبل تعاونيات محلية لتصدير الفاكهة، خاصة إلى أسواق أوروبية واعدة مثل إسبانيا وإيطاليا، إلا أن صعوبات وعقبات إدارية حالت دون تحقيق هذا الهدف حتى الآن، مضيفا «فاكهة المزاح المغربية تتمتع بجودة عالية، وطعم حلو مميز، ولون جذاب، مما يجعلها منافسا قويا عالميا إذا ما تم تذليل عقبات التصدير».
