وبحسب ما رصدته كاميرا Le360، فقد عرفت الفضاءات العامة بمدينة إفران، من قبيل شارع محمد الخامس، وساحة التاج، وحديقة La Prairie، حركة ملحوظة، عكستها كثافة الزوار وتوافد العائلات، ما ساهم في إنعاش عدد من القطاعات المرتبطة بالسياحة، كالمقاهي والمطاعم، ومحلات بيع المنتجات التقليدية، والنقل السياحي، وأفرز دينامية اقتصادية واضحة تركت آثارا إيجابية على نشاط التجار والمهنيين المحليين.
بدورها، سجلت الفنادق المصنفة ودور الضيافة ومحلات الكراء، نسب إشغال مرتفعة، بلغت مستويات شبه كاملة منذ انطلاق المهرجان، بفعل التوافد الكبير للزوار من مختلف جهات المملكة، كما سجلت حضورا لافتا لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إضافة إلى عدد من السياح الأجانب، خاصة القادمين من دول آسيوية وأوروبية، الذين اختاروا استكشاف المؤهلات السياحية والطبيعية التي تزخر بها إفران خلال هذا الموسم الصيفي.
وفي هذا السياق، عبر عدد من الزوار، ممن التقاهم موقع Le360، عن ارتياحهم للأجواء التي تعرفها المدينة خلال هذه الفترة الصيفية، مشيدين بجمالية المناظر الطبيعية والمناخ الذي يميز إفران عن باقي المدن الداخلية التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وأكد بعضهم أن زيارتهم جاءت بدافع البحث عن الراحة والهدوء في حضن الطبيعة، مستفيدين من نظافة المدينة وتنظيمها الجيد، إلى جانب توفر المرافق الأساسية وجودة الخدمات المقدمة للزوار.
وأجمع المتحدثون على أن إفران تمثل اليوم واحدة من الوجهات الوطنية التي تزاوج بين الجمال الطبيعي والبنية التحتية السياحية، مؤكدين رغبتهم في تكرار الزيارة، داعين في الوقت نفسه إلى مزيد من الاستثمارات في مجال التنشيط الثقافي والترفيهي بما يتلاءم مع جمالية المدينة وخصوصية زوارها.
ومن جهتهم، أكد عدد من مهنيي قطاع الفندقة، في تصريحات متفرقة لـLe360، أن الإقبال السياحي هذا الموسم فاق كل التوقعات، حيث سجلت المؤسسات الفندقية نسب ناهزت 95%، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي تزامنت مع فعاليات المهرجان الدولي. وأوضح المتحدثون أن مدينة إفران باتت تفرض نفسها كوجهة مفضلة لدى فئة واسعة من الزوار، لما تتمتع به من مؤهلات طبيعية فريدة، ومناخ معتدل يخفف من وطأة الحرارة الصيفية، فضلا عن نظافتها التي تعد من أبرز معايير جذب السياح.
كما أشار بعض الفاعلين في القطاع إلى أن جودة البنيات التحتية الفندقية، وتنوع العرض السياحي بالمدينة، أسهما بدورهما في استقطاب فئات مختلفة من السياح، من الداخل والخارج، مؤكدين أن برنامج المهرجان، الذي يجمع بين الترفيه والثقافة والفنون، أضفى على الموسم طابعا ديناميكيا خاصا، ساعد في تنشيط الدورة الاقتصادية محليا، لا سيما في مجالات الضيافة والمطعمة والنقل والتجارة.
وإلى جانب الأثر الاقتصادي، يعكس هذا الإقبال المرافق للمهرجان قدرة إفران على احتضان تظاهرات كبرى وتحقيق إشعاع سياحي دائم، ما يدعو، بحسب عدد من المهتمين، إلى التفكير في دعم هذا الزخم ببرامج مستدامة وترويج دائم على مدار السنة.




