وفي قلب هذه الدينامية، يواصل القطار الفائق السرعة « البراق » كتابة قصة نجاحه، بعدما نقل أزيد من 5.5 مليون مسافر سنة 2024 بين طنجة والدار البيضاء، مساهما في تسهيل تنقل الأشخاص وتحفيز الأنشطة الاقتصادية. اليوم، يستعد « البراق » لمواصلة مساره نحو الجنوب عبر خط جديد سيربط القنيطرة بمراكش على طول 430 كيلومترا.
مشروع استراتيجي يربط الشمال بالجنوب
المسار الجديد سيمر عبر مجموعة من المحطات الاستراتيجية، منها الرباط، سلا، الدار البيضاء، ومطار محمد الخامس، وصولا إلى مراكش. كما سيمكن من تقليص زمن الرحلات بشكل لافت: طنجة – الرباط في ساعة واحدة، طنجة – مراكش في ساعتين و40 دقيقة، الرباط – مطار محمد الخامس في 35 دقيقة، والرباط – مراكش في ساعة و35 دقيقة فقط.
قطارات القرب لتعزيز الربط الحضري
إلى جانب البراق، سيتم إطلاق خدمات قطارات القرب على مستوى الدار البيضاء، الرباط ومراكش، لتعزيز التنقل داخل المدن الكبرى ومحيطها.
- في الرباط، ستربط القطارات 12 محطة محلية مع مدينة الصخيرات.
- في الدار البيضاء، ستربط الشبكة محطة البراق عند ملعب الحسن الثاني مع مطار محمد الخامس، عبر 18 محطة حضرية.
- في مراكش، ستربط الخطوط الجديدة المدينة الحمراء ببنجرير مرورا بست محطات أبرزها الملعب الكبير.
وتتراوح وتيرة هذه الرحلات بين 7 دقائق ونصف و30 دقيقة، ما سيسهل بشكل كبير تنقل الساكنة داخل هذه الحواضر.
استثمارات ضخمة وأوراش كبرى
لتنفيذ هذه المشاريع الطموحة، رصد المكتب الوطني للسكك الحديدية غلافا استثماريا يناهز 69 مليار درهم، منها 50 مليار مخصصة للبنية التحتية الخاصة بخط القطار الفائق السرعة قنيطرة – مراكش، و29 مليار لاقتناء معدات جديدة، و14 مليار لتأهيل الشبكة الحالية ورفع قدرتها الاستيعابية بحوالي 500 كيلومتر إضافية.
وتشمل الأشغال بناء 430 كيلومترا من الخطوط فائقة السرعة، 27 كيلومترا من الجسور، نفقا بطول 3 كيلومترات تحت العاصمة الرباط، و15 كيلومترا من الخنادق المغطاة، إلى جانب 6 محطات كبرى، 24 محطة لقطارات القرب، وإعادة تهيئة 20 محطة أخرى.
انعكاسات على حركة القطارات
ورغم الطموح الكبير، تؤكد إدارة المكتب أن هذه الأوراش الضخمة ستؤثر بشكل مؤقت على وتيرة بعض الرحلات ابتداء من شتنبر 2025، خاصة على مستوى القطارات المكوكية بين الدار البيضاء – الرباط، والقنيطرة – الدار البيضاء عبر مطار محمد الخامس، بسبب تخفيض سرعة القطارات في النقاط التي تعرف أشغالا.
نقلة نوعية في تجربة السفر
من خلال هذه المشاريع، يضع المغرب نفسه على سكة تحول استراتيجي في مجال النقل السككي، بما يضمن تجربة سفر أسرع وأكثر راحة وأمانا، ويعزز موقع المملكة كمنصة لوجستية متقدمة تربط بين الشمال والجنوب، وبين أوروبا وإفريقيا.



