ويأتي هذا الحدث، الذي نظمته ولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، والمركز الجهوي للاستثمار، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة، ووكالة الحوض المائي لملوية، في إطار تخليد الذكرى الـ21 لانطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس في 18 مارس 2003.
وتعكس هذه الفعالية، التي جرت بحضور، على الخصوص، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد، معاذ الجامعي، وعاملي إقليمي جرادة وفجيج، ومنتخبين، ومسؤولين محليين وجهويين، الالتزام المستمر للجهات الرسمية والمصالح اللامركزية الإقليمية والجهوية والنسيج الاقتصادي والاجتماعي لدعم التنمية الشاملة لجهة الشرق، وكذا تحقيق التقدم المستدام في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، استعرض والي الجهة، المٓحاور المختلفة المتضمنة في « مخطط تنمية عمالة وجدة أنكاد »، والتي تشمل المراحل الكبرى لتنمية العمالة ووقع الاستثمارات العمومية بها، وذلك منذ انطلاق المبادرة الملكية لتنمية الجهة، حيث أكد المسؤول الترابي، بخصوص مجال التعليم، أن الإنجازات التي تلت المبادرة الملكية، ساهمت في جعل الطالب من أهم الطاقات البشرية، وتعزيز التكوين المهني ببرامج ومسالك جديدة، تستجيب لحاجيات الشركات في مختلف المجالات، كالخدمات والمعلوميات وصناعات السيارات، بالإضافة إلى خلق مؤسسات متخصصة في الصحة، والمجال الاجتماعي والفندقة، وكذا تقليص نسبة الهدر المدرسي، ومضاعفة نسبة عدد التلاميذ المتمكنين من أساسيات التعليم الأساسي.
وفي مجال الصحة، ذكّٓر الوالي الجامعي، بالمشاريع المنجزة، كالمركز الجهوي للأنكولوجيا الذي سيوفر 100 سرير استشفائي، والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، بالإضافة إلى مشاريع قيد الإنجاز، كإعادة هيكلة وتجهيز 19 مركزا صحيا حضريا وقرويا، وتهيئة وتأهيل مستشفى الفارابي، بالإضافة إلى إنجاز المركز الاستشفائي الجهوي بوجدة على مساحة 12 هكتارا.
وبخصوص التشغيل، استعرض المسؤول الترابي التوجهات الاستراتيجية للاستثمار بعمالة وجدة أنكاد، لخلق مناصب الشغل، مذكِّرا في هذا الصدد، بالمشاريع المنجزة خلال الفترة من 2020 إلى 2023، والأخرى قيد التنفيذ في مختلف القطاعات، مبرزا أهمية القطب التكنولوجي لوجدة، باعتباره جيلا جديدا من المنصات المندمجة لدعم دينامية الصناعة واللوجستيك، مشيرا إلى أنه تم جلب شركتين في قطاع السيارات، ستمكنان من إحداث أزيد من 4 آلاف فرصة شغل مباشرة، مما يعزز جاذبية جهة الشرق لاستقطاب شركات أخرى، ودعم دينامية الصناعة واللوجستيك.
وضمن العرض ذاته، أبرز والي جهة الشرق مختلف المشاريع التي تهم قطاع الماء، والرامية إلى تقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجالين الحضري والقروي، إضافة إلى مشروع تحلية مياه البحر بمنطقة « بوفاديس » بجماعة راس الماء بإقليم الناظور، الذي يهدف إلى تأمين تزويد كلا من مدن وجدة وتاوريرت وبركان والناظور والدريوش، حيث من المتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج المحطة، التي ستنجز بكلفة إجمالية تبلغ 450 مليون درهم، 250 مليون متر مكعب في السنة.
في المقابل، أكد رئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة عمر حجيرة، أن المنجزات والمكتسبات التي تحققت في إطار المبادرة الملكية، ساهمت في تعزيز البنيات التحتية الكبرى والمشاريع المهيكلة، جعلت من الجهة قطبا تنمويا بامتياز، مكّٓن من إطلاق المشاريع الكبرى، أبرزها ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يشكل قاطرة للتنمية الاقتصادية جهويا ووطنيا.
وأبرز حجيرة، في مداخلة له، انخراط مجلس الجهة في مسلسل التنمية المندمجة والمستدامة، الذي تجسد بفضل عدد من المشاريع التي تم إدراجها في برنامجي التنمية الجهوي، وكذا ضمن المحاور الاستراتيجية للتصميم الجهوي لإعداد التراب.
من جانبه، تطرق مدير البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء عبد العزيز زروالي، في عرض بالمناسبة، إلى تدابير تأمين التزويد بالماء في مواجهة ندرة المياه بعمالة وجدة أنكاد، مبرزا مضامين حكامة تدبير الجفاف، وكذا التدابير المتخذة لتنمية العرض، وتلك المتعلقة بتدبير الطلب، بالإضافة إلى أهم مضامين مشروع المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض ملوية.
وفي تصريح للصحافة، أكد المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، محمد صبري، أن هذا الحدث شكّٓل مناسبة لعرض مجموعة من المنجزات التي تحققت بفضل المبادرة الملكية، وكذا لتقديم رؤية مستقبلية للمشاريع المندرجة في إطار مخطط تنمية عمالة وجدة أنكاد، برسم السنوات المقبلة، والتي تهم بالخصوص، مجالات التشغيل والتعليم والصحة، وكذا إشكالية الماء والتدابير الناجعة لمواجهتها.
من جهتها، أكدت مديرة وكالة الحوض المائي لملوية، نرجس العمارتي، في تصريح مماثل، على أهمية اللقاء المتمٓحوِر حول موضوع الماء، والذي يكتسي أهمية قصوى في ظل إشكالية الإجهاد المائي الذي يشهده المغرب وجهة الشرق بشكل خاص، بسبب توالي سنوات الجفاف، مضيفة أن هذا الحدث شكل أيضا مناسبة لإبراز الجهود المبذولة من قبل مختلف الشركاء، لضمان تأمين الاستخدامات المتنوعة للمياه، وكذا للتوعية والعمل بشكل جماعي لمواجهة هذا التحدي الحيوي.
وعلى هامش هذه الاحتفالية، قام والي جهة الشرق بتسليم مفاتيح 7 حافلات للنقل المدرسي لرؤساء عدد من الجماعات القروية التابعة لعمالة وجدة أنكاد، تم اقتناؤها بمبلغ ناهز 3 ملايين و33 ألف درهم، في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية الاجتماعية بالوسط القروي، حيث ستساهم هذه الحافلات في تيسير التنقل اليومي للتلاميذ نحو مؤسساتهم التعليمية، وتحسين ظروف تمدرس التلاميذ، وبالتالي تقليص نسبة الهدر المدرسي بالوسط القروي.
