وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، هذا الملف، مشيرة إلى أن «لوبيات» عقارات وسماسرة، تضع مطبات عالية أمام مشروع مهيكل في ضواحي المدينة وباقي أقاليم الجهة، مبرزة أنه من المقرر أن يوفر أكثر من 77 ألف منصب شغل، ومبينة أن منهم من لجأ إلى ملاك خواص صغار لتجميع الأراضي وتحويلها إلى ملكيات كبرى قابلة للتفاوض.
وأوضحت اليومية، في متابعتها، أن السلطات العمومية، ممثلة في الوكالة الحضرية، عبَّرت عن حاجة البيضاء الكبرى إلى 5 آلاف هكتار، وهي مجموع المساحات العقارية الإضافية، المخصصة لملاءمة وتطوير العرض المجالي الصناعي واللوجستيكي، في أفق إنجاز مناطق للأنشطة الاقتصادية تحمل طابع القرب، وإعادة هيكلة المناطق الصناعية القائمة، وعرض جديد يهم منظومات اقتصادية محددة، مشيرة إلى أن مجلس جهة البيضاء-سطات، وبشراكة مع وزارات الاقتصاد والمالية والصناعة والتجارة والداخلية، أطلق من جهته مخططا لإحداث أربع مناطق صناعية، على مساحة إجمالية تقارب 391 هكتارا، وإنجاز مشاريع البنيات التحتية، وتحسين العرض الترابي للجهة، واستقطاب استثمارات منتجة للقيمة المضافة، وإيجاد مناصب شغل مؤهلة.
وأضاف مقال «الصباح» أن هذا الكم الكبير يفتح شهية الوسطاء لوضع هذه الأراضي في بورصة التداول القبلي، قبل عرضها للبيع مجددا، كما وقع في مناسبات سابقة، حيث كانت المعلومات الخاصة بالتوسع الحضري والمدارات الجديدة تتسرب إلى «السماسرة الكبار»، قبل أن تعرض على طاولة النقاش وإبداء الرأي، معتبرا أن أصحاب المشاريع يتخوفون من تكرار التجارب السيئة السابقة، حيث تحول سوق العقار بالبيضاء إلى فوضى عارمة، حرم الجماعات الترابية وباقي الشركاء العموميين والخواص من فرص البرمجة، وتنفيذ وثائق التعمير والاستثمار العقلاني، والتحكم في التكاليف وسط التهاب العقارات.
وأشارت الجريدة إلى أن إقليم النواصر يحظى بحصة الأسد من المنظومات الصناعية واللوجستية، ثلاث منها بجماعة «أولاد صالح» على مساحة إجمالية تصل إلى 860 هكتارا، ومنظومتان مماثلتان بجماعة النواصر على مساحة 890 هكتارا، ومنظومة بجماعة «أولاد عزيز» (286 هكتارا)، بالإضافة إلى إقليم مديونة، حيث حظيت جماعة «المجاطية أولاد الطالب» بمنظومة لوجستيكية على مساحة 43 هكتارا، بينما برمجت منظومة اقتصادية بجماعة سيدي «حجاج أولاد حصار» على مساحة 105 هكتارات.
وبعمالة المحمدية، حازت جماعة «سيدي موسى المجدوب»، على أكبر مساحة من العقارات الإضافية المبرمجة في تعديلات المخطط المديري للتهيئة العمرانية 2010-2030 ، بـ960 هكتارا، تقام عليها منظومة اقتصادية وصناعية، بينما تقام منظومة مماثلة بجماعة «سيدي موسى بن علي» على مساحة 350 هكتارا.
وأكدت اليومية أن لوبي العقار والسماسرة، بهذه المناطق، يبذل مجهودات جبارة للاستفادة من الكعكة، معتبرة أنه لا يتورع هؤلاء، وضمنهم منتخبون، في استعمال علاقاتهم في حيازة أراض، ولو تعلق الأمر بأراض فلاحية تابعة للدولة، مضيفة أنه من المقرر أن يستمر الحال على ما هو عليه، في غياب أي نقاش حول تفعيل الوكالة العقارية للبيضاء، التي أوصى بها المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للدار البيضاء لـ1984، وهي آلية من الآليات، مهمتها محاربة عمليات السمسرة في مهدها .




