اكتشف أشهر 5 أساليب لترويج زيت الزيتون المغشوشة وكيف تتجنبها

زيت الزيتون بمنطقة قلعة السراغنة

زيت الزيتون بمنطقة قلعة السراغنة . Abderrahim Et-Tahiry / Le360

في 04/12/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 04/12/2024 على الساعة 07:00

فيديوبالنظر إلى ما يشكله زيت الزيتون من أهمية كبيرة في مائدة المغاربة، باتت هاته المادة الأساسية، خلال السنوات الأخيرة، عرضة للغش من طرف بعض التجار الذين يستغلون جهل بعض المستهلكين بخصائص «الزيت البلدية» للنصب عليهم بطرق مختلفة.. مما يهدد صحة المستهلكين أكثر من الإضرار بالاقتصاد المحلي. في هذا المقال، سنستعرض لكم خمسة من أشهر الأساليب التي يعتمدها بعض التجار لترويج زيت زيتون مغشوشة.

1- خلط زيت المائدة بـ«الكِينة»

من أخطر أساليب الغش في زيت الزيتون، التي تكون لها عواقب صحية وخيمة على صحة المستهلك، هي لجوء بعض التجار إلى إضافة مواد كيميائية على شكل أقراص، يطلق عليها المهنيون « الكِينة »، إلى قنينة من سعة 5 لتر (أو أكثر) مملوءة بالماء أو زيت المائدة (في أحسن الأحوال)، ما يمنح الخليط الناتج رائحة زيت الزيتون النفاذة وأيضا لونها الأخضر البرّاق، ولكنه ليس زيتا صالحا للاستهلاك.

وحذر بوعزة خراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، المواطنين من شراء هذا النوع من البضائع التي تعرض في الطرقات والأماكن العامة، لما يشكله من أخطار على صحة المستهلك.

وأشار خراطي في تصريحات صحفية إلى أن الغش في زيت الزيتون « ليس مجرد قضية تجارية، بل يمثل تهديدا للصحة العامة، حيث يؤدي استهلاك الزيت المغشوش إلى الإصابة بأمراض خطيرة، أبرزها تشمع الكبد ».

وأوضح أن السبب الرئيسي وراء هذا المرض هو احتواء الزيت على نسبة عالية من الحموضة، مما يجعله ضارا بالصحة.

2- إضافة أصباغ إلى زيوت نباتية

يُعد اللون الأخضر اللامع لزيت الزيتون أحد المعايير التي يثق بها المستهلكون عند الشراء، لذلك يلجأ بعض الغشاشين إلى إضافة أصباغ صناعية أو مواد كيميائية للحصول على لون جذاب.

ويحكي تجار مهنيين في تصريحات متفرقة لـLe360 أن بعض من وصفوا بـ »عديمي الضمير » يعمدون إلى طحن إما أوراق الزيتون أو الفلفل وخلطها مع زيت المائدة مع إضافة ملونات أخرى للحصول في النهاية على خليط يشبه الزيت في اللون. بيد أن استهلاك هذه المواد قد يكون ضارا بالجهاز الهضمي والكبد على المدى الطويل.

وحسب الخبير الزراعي رياض وحتيتا، فإن هذه الممارسات تشكل خطرا على صحة المستهلك، حيث يمكن أن تسبب أمراضا مثل التسمم الغذائي.

3- خلط زيت الزيتون بزيوت نباتية

يقوم بعض التجار بخلط زيت الزيتون بزيوت نباتية أرخص مثل زيت الصويا أو زيت عباد الشمس.

هذه العملية تقلل من تكاليف الإنتاج وتزيد من هامش الربح، لكنها تؤدي إلى منتج غير نقي، يفتقر إلى الفوائد الصحية الحقيقية لزيت الزيتون، وقد يحمل مخاطر صحية خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه هذه الزيوت.

4- تجديد زيت زيتون قديم أو مؤكسد

يلجأ بعض التجار إلى ترويج زيت زيتون قديم لم يعد صالحا للاستهلاك الآدمي، بسبب تعرضه للأكسدة. ولتغطية العيوب، يتم تصفية الزيت أو مزجه بزيوت حديثة. هذا الزيت يفقد قيمته الغذائية ويحتوي على مركبات قد تكون ضارة بالصحة.

5- تقنية النصب بواسطة زيت وهمي

من بين أكثر أساليب النصب التي تطال الباحثين عن الزيت الحقيقية التي يطلق عليها المغاربة « زيت حرة »، حسب ما كشفه مهنيون لـLe360، هي لجوء بعض النصابين إلى طرق يوهمون بها المستهلك بشرائه لزيت حقيقي، لكنه ما يلبث أن يصدم بمجرد وصوله إلى البيت. كيف ذلك؟

يعمد هؤلاء الباعة النصابين، وهم في الغالب متجولون ولا يستقرون في مكان واحد، إلى تعبئة « الزيت » المراد بيعها في قنينات غير شفافة بحيث لا يظهر ما في داخلها، لكنهم يحرصون على وضع عينة من زيت حقيقي مع خبز ساخن في متناول الزبون ويصرون على أن يتذوقها، وما إن يقتنع الزبون بجودة الزيت ويرغب في شرائها حتى يمد له البائع القنينة فيأخذها دون أن يفحصها معتقدا أنه اشترى الزيت الذي تذوق منه... وهكذا يكتشف الزبون المخدوع فيما بعد أنه اقتنى، بدل زيت الزيتون، قنينة مليئة بالماء، أو زيت مائدة رخيص في أحسن الأحوال.

كما يلجأ بعض البائعين إلى تخزين زيت الزيتون في أوعية بلاستيكية أو معدنية غير مخصصة للأغذية، ما يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية إلى الزيت. هذا الغش لا يقلل فقط من جودة الزيت ولكنه يعرض المستهلك لخطر التسمم بمركبات ضارة.

معايير الجودة ونصائح الشراء لضمان السلامة الصحية

وفقا لمعطيات المكتب الوطني للسلامة الصحية، يتم استخراج زيت الزيتون بطريقة طبيعية عبر طحن وعصر الثمار دون إضافة أي محاليل.

ويُصنف زيت الزيتون إلى ثلاثة أصناف رئيسية بناءً على درجة الحموضة:

1. زيت الزيتون البكر الممتاز: يتميز بدرجة حموضة لا تتعدى 0.8%.

2. زيت الزيتون البكر: درجة حموضته تصل إلى 2%.

3. زيت الزيتون العادي: يُعتبر أقل جودة، إذ تبلغ درجة حموضته الحرة 3.3%.

ويعتبر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن زيت الزيتون الذي تتجاوز درجة حموضته 3.3% « غير صالح للاستهلاك »، مما يستوجب على المستهلكين توخي الحذر عند اقتنائه.

كيف تتجنب الزيت المغشوش؟

  • شراء الزيت من مصادر موثوقة: يُفضل التعامل مع المعاصر مباشرة أو الشراء من علامات تجارية ذات سمعة جيدة.
  • التحقق من المواصفات: يُنصح المستهلك باختيار الزيوت المنتجة والمعبأة من قِبل وحدات مرخصة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية، والتأكد من أن لاصقة القنينة تحمل المعلومات الإلزامية.
  • اختبار الزيت: يمكن إجراء اختبارات منزلية بسيطة، مثل التذوق أو دهن اليد أو تجميد الزيت في الثلاجة، للتأكد من نقاوته.

طرق تخزين زيت الزيتون

ينبغي الانتباه إلى ظروف تخزين زيت الزيتون لضمان جودته، ويُوصى بوضعه محفوظا في مكان بارد بعيدا عن الحرارة والضوء، وأن يُستهلك خلال بضعة أشهر من تاريخ فتح القارورة حفاظا على مذاقه وقيمته الغذائية.

وتجدر الإشارة إلى أن أسعار زيت الزيتون (زيت العود) في المغرب قد شهدت، خلال الموسم الحالي، ارتفاعا كبيرا، حيث تجاوزت 105 درهم للتر الواحد في بعض المناطق. وتُعزى أسباب هذا الارتفاع، حسب مهنيين، إلى الجفاف الذي يشهده المغرب منذ سنوات في ظل ندرة التساقطات المطرية.

فعلى سبيل المثال، تعد المنطقة الممتدة من القصر الكبير إلى ضواحي وزان واحدة من أبرز المناطق المعروفة بوفرة إنتاج زيت الزيتون، حيث تغطي هكتارات شاسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون البورية التي تنتج زيتا ذا جودة عالية. لكن هذه الصورة بدأت تتغير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة التأثيرات الواضحة للجفاف وندرة الأمطار.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 04/12/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 04/12/2024 على الساعة 07:00